أقول لكم

محمد يوسف

سبحان الله، هذا رمضان يودعنا، يفارقنا، ونحن كما نحن، فاليوم تمام الـ،30 ولا أدري ما قرار لجنة الرؤية، هل اليوم عيد أم العيد غداً؟ ومع ذلك أقول لكم «كل عام وأنتم بخير»، و«عساكم من عواده»، لأنني سأتوقف خلال الفترة المقبلة، لاستمرار وجودي في الخارج شهراً آخر، وتعارض الأوقات والالتزامات مع الكتابة اليومية، فعلى الرغم من أنني موجود هنا في ألمانيا منذ أكثر من شهر، فضّلت أن أستمر في التواصل معكم، لأن الأحداث كبيرة، وتطوراتها تفجّر الغضب في الصخر، فكيف بمن كان مثلي اعتاد أن يحمل هموم أمته ويرتحل بها من مكان إلى مكان؟ كيف لي أن أتوقف، وأتحول إلى متفرج؟ هكذا قلت لنفسي، وتواصلت على الرغم من الظروف الخاصة، وأظنني قلت كل ما أريد، وكانت الخلاصة أننا أمة تستحق غير هذه الحياة التي تعيشها، وإن كنت قد استشهدت ببعض البلدان، فمرد ذلك إلى أنها أمثلة خاصة على وضع عام، هذا الوضع هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه كأمة، فهذا رمضان يودعنا ونحن نحصي عدد القتلى في دول عدة، ونشاهد جثثاً ملقاة في الطرقات، ونسمع عن جثث أخرى تكتشف في مخازن المستشفيات، ننام على أرقام الذين ماتوا، ونفطر على أرقام الذين أصيبوا، ونتسحر على ذبح ودمار، ولاتزال جمعتنا مسرحاً في بعض العواصم والمدن العربية للمطالب والتجمعات، ونصحوا لنسمع كم سقط تحت قذائف الطائرات الإسرائيلية في غزة، وكم من الأراضي سرقت لتبنى عليها المستوطنات، ولا نعرف إن كنا قادرين على ربط هذا بذاك، أم أن ربيعنا في بعض الدول لا يلتقي مع ربيع أهل فلسطين، فهذا شيء وذاك شيء آخر، كما يردد البعض، فليكن كذلك، ونعود إلى البلاد العربية التي نتمنى أن يأتي عليها رمضان المقبل وقد تفرغت للعبادة والسكينة، بدلاً من حفر القبور، وتفتيت القلوب، والبكاء على ما مضى، نتمنى أن يكون كل ما حصل ولايزال يحصل درساً تتعلم منه الأمة.

عيدكم مبارك، وآخر دعوانا «اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه».

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر