5 دقائق

العقيد أبوجودة وأبناء الحارة

ميره القاسم

توقف المسلسل السوري (باب الحارة) هذا العام، بعد أن قدم لنا على مدى «رمضانات» عدة، أجزاء ممتعة داخل الحارات الشامية القديمة التي تعتمد على القوة والفتونة، والتي بالطبع تغيرت في الوقت الراهن. وما قدم في المسلسل يعتبر رصداً لمرحلة سابقة لم تؤثر في المشاهد العربي بقدر ما أذهلته، خلال متابعة الأجزاء المقدمة بهدف الاطلاع على التاريخ.

لكن ما يحدث الآن يجعلنا نعتقد أن مسألة الفتونة في باب الحارة بدأت تطبق على أرض الواقع في سورية، بعد أن قرر القادة في حزب البعث أن يأخذوا دور «رجال الدرك» في المسلسل الشهير وأقنعوا «الرقيب أبوجودة» بأن يقتل شعبه وأبناء حارات سورية.

قصة الحب من طرف واحد هي الدائرة الآن في الحارات السورية، فالكل أصبح يكره الرقيب «أبوجودة»، بسبب ساديته وتمسكه بالحكم، وأخذ بكل ما أوتي من قوة غاشمة يسارع إلى الإسراف في قتل شعبه الأعزل، اعتقاداً منه أن هذا هو الطريق الأمثل للبقاء والاستمرارية على الكرسي.

كل هذا يحدث، وللأسف نجد بوقاً نسائياً ينبري بكل صلف لتبرير أفعاله، وإلصاق التهمة ساعة بالإرهابيين وأخرى بالمتشددين، وروايات عدة لا يصدقها الأطفال في ظل الانفتاح الإعلامي، حتى أصبحت تلك السيدة أشبه بـشخصية «فريال» التي تحيك الدسائس وتنتهج الكذب.

وهنا تجدني متيقنة تماماً بأن هناك أجزاء أخرى من المسلسل «القديم الجديد» ستعرض قريباً على إحدى الفضائيات العربية عما يحدث في سورية الآن، فكل ما حدث سيصبح جزءاً من التاريخ، والصفحات البيضاء والسوداء ستدون وستبقى شاهدة على أصحابها، وسيفخر أبناء الثورة بآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم، وسيخجل أبناء العقيد أبوجودة وثوار الدرك، وجميع ذريتهم من فعلتهم، ونحن سنكون مشاهدين منصفين وسننحاز بالطبع إلى أصحاب الصفحات البيضاء.

المسلسل المقبل ستكون حلقاته أطول من «باب الحارة»، وسيكتب ويخرج بحرفية، لأن الفنانين شاهدوا كل شيء على الطبيعة، ما يجعله أمتع، ومخرج العمل سيتفنن في إبراز التفاصيل والخفايا، لأنه من سكان الحارات السورية التي حفلت بالكثير من الشهداء الذين ينشدون الحرية لأبنائهم، لذلك قدموا أرواحهم الطاهرة هبة لتلك الحياة المقبلة التي تحمل الحرية لهم بمجرد سقوط «أبوجودة» ورفاقه.

وإلى أن يحدث ذلك أهنئكم بقدوم عيد الفطر السعيد، وأقول لكم: كل عام وأنتم بخير.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر