أقول لكم

محمد يوسف

كل العرب يستحقون أن يعيشوا معززين مكرمين، في موطنهم، في الأرض التي ينتمون إليها، وبين أهليهم، يشمون رائحة ترابهم، ويتنفسون من الهواء الذي أعطاهم الحياة في صغرهم، ويتحدثون لغتهم، ويأكلون أكلهم، ويتزوجون ببنات بلادهم، كل العرب، المنعمين المحسودين أو المضطهدين المشردين، كلهم يستحقون أن يكونوا ضمن نسيج وطنهم وليس أي نسيج آخر، وأيضاً ليسوا مهمشين منبوذين أو محسوباً عليهم عدد دقات قلوبهم!

كم أحزن عندما أرى عربياً يحمل حقائبي في فندق أوروبي، وأتساءل، ألم تكن بلاده أولى بأن يعمل بها في مصنع أو معمل أو صياداً للسمك أو صاحب دكان؟ هذا إذا لم يكن متعلماً، أما المتعلم فهو موجود أيضاً في مدن التيه، نراه متشبهاً بالأوروبي، يتحدث لغته وبلكنته، ويحاول أن يتطبع بطباعه، لكن النظرة التي في عينيه تدلك على ضياعه، وتشعرك بأنه كانأ يتمنى أن يخدم في أرضه، وتزداد التساؤلات إلحاحاً، خصوصاً عندما تكون قد رأيت البلاد التي جاء منها ذلك المواطن العربي، وما يحكى من روايات حول الذين يسرقونها، فالفقير من القادة الذين سقطوا كان يخزن أكثر من مليار في مقر إقامته، وقد قيل إنها للمصروفات العاجلة فقط، بينما الغني أو من كان في دولة أكبر فأنتم تسمعون الأرقام التي تتردد هذه الأيام عن المحجوز والمجمد من الأموال الليبية في دول العالم، فهي تبني ليبيا وتجعلها في مصاف الدول الأكثر تطوراً، وكذلك الأموال التي حسبت لدى مجموعة المستنفذين في مصر، والتي قيل إنها يمكن أن تسدد كل الديون الخارجية، هذه أمة غنية، من موريتانيا وحتى عمان، لا توجد دولة فقيرة، كل دولة عندها ثروة تميزها، لكن هناك ما هو أكبر من الثروات والخيرات، هناك من لا يملكون ضمائر مثل سائر البشر، ولا ذمماً، أباحوا لأنفسهم ما لم يبحه شرع أو قانون، وجعلوا الخير تحت أيديهم كأنهم، موكلون بتقسيم الأرزاق، بعد أن يسرقوا أكثرها!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر