5 دقائق

من القلب..

ميره القاسم

من القلب.. نعم.. من القلب بكل ما في الكلمة من معنى..

من القلب.. لأننا أردنا للكلام أن يأتي من سويدائه... نابضاً بروح ما رغبنا في إيصاله إليكم.. أو ما حاولنا على مدى الفترة المنصرمة أن نخرج به عن صمتنا ونوصل إليكم فيضه بطرق مختلفة.

كنّا نحسب أننا - من خلال ما كتبناه - نسير في درب رسمنا له منهجية واضحة.. وهي قول ما يعكس البحث عن الإيجابيّ والأصدق والأصلح والأنفع في شأن ما لدينا من تمايزات ثقافية تجعلنا قادرين على النهوض بجدلياتنا واختلافاتنا على نحو فاعل، والذهاب نحو ما هو أجود وأصلح..

من القلب.. صورة المعنى الذي يصعب إيصاله..

لكل الذين شعروا -  في يوم ما  - بأننا ضد مشيئة ما.. أو خالطهم الإحساس بأننا نسير أو نتبنى خيارات لا تتفق مع معطيات الواقع.. فيما كنا نراها خطوة حقيقية أقله بالنسبة إلينا.. ويكفي أنها لفتت انتباه المعنيين من مختلف الشرائح والمشارب والتوجهات إلى تفاصيل، بدت مثل جبل الثلج المغمور في المياه ولا يرى منه الناس إلا رأسه الطافي، لقد كنا نراها بوضوح وضمن هذه الرؤية كتبنا وحللنا وعالجنا و.. واجتهدنا.

من القلب.. لأننا حسبنا أن واقعنا وما اتّصل به أحياناً من لحظات سير بعكس النافع أو تخبط بين خيارات كلها ليست في مصلحة الشأن العامّ.. حسبنا أن الأمر في حاجة إلى بعض التوقف.. إلى محاولة مشاهدته عن قرب أو التعامل معه بمنطق البحث عن الأجود.. ليس لمصلحة فرد أو جهة.. بل لمصلحة العموم.

من القلب.. شعور آثرنا أن ننقله إلى كل من ظنّ أننا ضد هذا أو ذاك.. مع هذا أو ذاك.. بكل ما حاولنا التعبير عنه بالأدوات المتاحة.. وحسب الظروف المتاحة.. بكل الحب الذي فينا لهذا الوطن.. قلنا في بعض الأحيان ما يعبر عن قناعتنا، فيما رأى البعض أننا لم نلق بالاً إلى محاذير ما علينا الانتباه لها.. في حين لم نكن ننشد من جهتنا إلا إيصال الحقيقة إلى أصحابها.. الحقيقة كانت ولاتزال غايتنا.. لأجلها نكتب وعنها نبحث من دون أن ندعي حكمة امتلاكها.. قمنا بدور وسيط عارف أحيانا.. ومتوجّس في أحيان أخر.. وغايته أن يلفت الأنظار في أحيان ثالثة.. لكننا أبداً لم ولن نكون ضمن قائمة « من لا يعجبهم العجب.. ولا الصيام في رجب».

من القلب.. لكل الذين تعبوا وأتعبوا أناملهم في تسطير رسائل قذف، لأن كتاباتنا جعلتهم يتحسسون « البطحة التي على رؤوسهم » نقول: افتحوا عقولكم لقبول الآخر.. ليس كل من فكر ( كفر ).. وليس كل من رأى بعين البصيرة ما لا يعجبنا يصبح عدواً لنا.. الحياة تتسع للجميع ولكلّ امرئ ما رأى..

من القلب.. اعتذار باتساع الحكمة والحياة.. باتساع التجربة والأفق.. نقوله لكل من فهمنا بالمقلوب.. لكل من وجد في تأويل ما كتبناه وقلناه ونقلناه ما يريب خاطره أو يعكّر صفوه.. معتقدين - ولا نزال - أن رسالتنا تقوم على قول الحق.. فمن اجتهد وأصاب فله أجران.. ومن اجتهد وأخطأ فله أجر.. وكل عام وأنتم بخير.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر