أقول لكم

محمد يوسف

رقعة الشطرنج لا تثبت على حال، البيادق تتحرك، إلى الأمام، وإلى الخلف أو تتساقط، ما بين طرفة عين والتفاتتها تتبدل أمور وأمور، ما ليس متوقعاً يحدث، إنه زمن العجب، لم يكن أكثرنا دراية وخبرة قادراً على تصور هذه الأحداث التي تمر علينا كأنها شريط سينمائي سريع، وما كان أكثرنا قدرة على الاستنتاج يتخيل، مجرد خيال، أنه سيشهد مثل هذه الأحداث دفعة واحدة، وخلال بضعة أشهر، فنحن لانزال في الشهر الثامن من العام الـ11 من القرن الـ11 عام الحساب، الذي يبدو أنه يحمل الكثير، لايزال الثلث الأخير في الطريق، أربعة أشهر لا ندري ماذا تخبئ من مفاجآت، فقاعات تتطاير تذروها الرياح، وتتلاشى، وهي التي كانت بالأمس القريب ضخمة ومنتفخة، فإذا بها خواء، ليس فيها غير الهواء.

قد نصحو صباحاً فيكون كلامي الذي أقوله لكم أصبح ماضياً، فهناك يوم كامل، بين الكتابة والقراءة، ونحن نعيش أحداثاً في الساعة الواحدة، أحداث تغير معالم الجعرافيا، ليس عندنا فقط، لا، بل في العالم كله، فهذا الذي يحدث عندنا سيعيد رسم الخرائط، وتقسيم المناطق، وترتيب المسميات، فنحن العالم، لا تستهينوا بقدر أمتكم، فنحن مركز الدنيا، ليس لأننا نملك نفطاً، لا، فمن قبل النفط بقرون كنا محط أنظارهم، نحن الشرق الذي يحلمون به، وليس هناك شرق غيرنا، يوم جاء بونابرت ما كان لدينا نفط أو قناة سويس، لكنه رغب في حكم مصر، مجدداً حكاية قيصر الروم «أنطونيو»، وعندما تقاسموا أرضنا العربية قبل نحو 100 عام في معاهدة «سايكس - بيكو»، ما كان لدينا نفط، لكن كنا ولانزال مفترق الطرق إلى كل العالم، وأرض الحضارات، ومهبط الرسالات، ومع ذلك لا تصدقوا أنهم من يصنعون الأحداث اليوم في البلاد العربية، فأبناء الأمة هم الذين فجروها وأداروها، وسيسقط كل من تسلقها من أجل مصلحة أو منفعة، معاناتهم هي التى حركت البيادق فوق رقعة الشطرنج، ومستقبلهم هو الذي سيعيد رسم الخرائط بمناطقها ومسمياتها.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر