أقول لكم

محمد يوسف

نحمد الله ونشكره كثيراً، على كل نعمه التي أنعم بها علينا، ونبتهل له تبارك وتعالى أن يديمها على هذا الوطن، ويحفظها، ويحفظ وهو الحافظ والقادر خليفة وإخوانه، وأن يجزيهم خيراً، ويثيبهم على ما تقدمه أيديهم إلى أهلهم ورعيتهم وأبناء أمتهم.

اللهم إني أشهدك، وأنت خير الشاهدين، على قول ذلك السائق التركي في هذه البقعة القصية، عندما عرف من أين جئنا ولماذا نوجد في ألمانيا، قال: «أنتم محظوظون، أنتم غير كل الناس في كل البلاد، أكرمكم الله بحكام لا مثيل لهم، فاحمدوا الله واشكروه، فهذا عطاء لا يقارن بأي عطاء، إنها هبة من رب العرش العظيم، وحظكم أن تكونوا أبناء بلاد يحكمها هؤلاء الرجال»، تلك كلمات سائق سيارة الأجرة التركي الذي صادفه عشرات من إخواننا وأهلنا الذين يفدون إلى «ميونيخ» للعلاج، وفي اليوم نفسه، وكان اليوم الأول من رمضان، وزعت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية التمر على كل شقة يقيم فيها مواطن حكمت عليه الظروف أن يكون بعيداً عن الوطن، وكان التمر هدية من الأب والراعي والقائد، من القلب الذي يتسع لحب الجميع، واليد السخية التي تمتد إلى الجميع، وخليفة يعلم أن أبناءه هنا وفي أي مكان يشملهم عطفه علاجاً وإقامة ومعيشة، لكنها المشاركة في اقتسام اللقمة.

اللهم بارك لهم، يا سميع يا مجيب، فهم لا يسعون لغير رضاك، ولا ينتظرون غير عفوك، فقد أعطيتهم فأعطوا، ووهبتهم فوهبوا، وأكرمتهم فأكرموا، في رمضان شهر الخير والبركات يحدّثون بنعمتك، موائدهم ممتدة من أقصى الأرض إلى أدناها، وتكفيهم تلك المائدة المباركة في صحن الأقصى، لله درّهم، في الأرض التي باركت من حولها، في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لم تمنعهم قيود الأسر عن إيصال العون إلى المعتكفين والزائرين والمحتاجين، ومن هناك، ومن كل مكان وصلت إليه نفحات الخير، يعلو الدعاء لتتبارك أرضنا، ويتبارك ناسنا ببركة النعمة التي أنعم الله بها علينا، فاهنأ يا خليفة بنبت ما بذرت، ونم قرير العين حفظك الله.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر