أقول لكم

محمد يوسف

قبل رمضان، تناقل الناس خبر عودة المسلسل الكارتوني المحلي (فريج)، بعد توقف دام موسمين، وكانوا سعداء بهذه العودة، ليس لأن هذا المسلسل يتفوق على الأعمال الأخرى إبداعاً وإنتاجاً وإخراجاً، فهو مجرد رسوم متحركة لشخصيات تعبيرية أكثر منها تجسيدية، ولا يمكن أن يقارن بمسلسلات ترمى فيها الفتيات الفاتنات رمياً، وتقحم التعابير والإيحاءات الخارجة إقحاماً، ولكنه عند أهل الإمارات شيء مميز.

«فريج» عمل مميز بكل المقاييس، وكذلك «شعبية الكرتون»، مثلهما «الشارة»، لماذا؟ لأن الناس يرون أنفسهم في هذه الأعمال، نعم، كلنا نرى أنفسنا في مرحلة من المراحل، وقد عشنا مع ما تطرحه «أم خماس» وصديقاتها، ومشكلات «شامبيه» ورفاقه، وتذكرنا أسئلة «الشارة» والكلمات التي كادت أن تندثر بأيام ذهبت ولن تعود، ونحن الذين عدنا، الكبار عادوا إلى الوراء، وتذكروا، وأسفوا على انقطاع التواصل مع الذين جاؤوا بعدهم، أبنائهم وبناتهم وأحفادهم، هؤلاء الذين يمثلون أجيالاً تلاحقت وانفصلت، وهذه الأجيال هي الأكثر متابعة لمثل هذه الأعمال، لم يغرهم «مهند» أو «نور» أو حتى «حليمة» عن الجلوس مبهورين عند أعتاب الحنين.

هنا، عند مثل هذه الأعمال، يظهر الإبداع، ويتبين لنا أن الذين وقفوا خلفها فكروا كثيراً، وبحثوا كثيراً، وضحوا بوقتهم وجهدهم كثيراً، وفي بعض الحالات كانت هناك تضحية بالمال، أثمرت محاولاتهم ظهور نماذج نعتز بها، وهي نماذج للمواطنين المبدعين الذين يقدمون شيئاً مختلفاً، شيئاً فيه رائحة الوطن ولونه وطعمه، وهؤلاء وآخرون هم القلة القليلة التي تحدثت عنها سابقاً، وهي التي تحاول أن تواصل إبداعها، وقد رأينا كيف كاد «فريج» أن يصبح نسياً منسياً، بسبب الدعم والتمويل، واختفى لمدة عامين، وكان أمراً مستغرباً، فمثل هذا العمل يشجع وترصد له الميزانيات، ولكن ماذا نقول؟!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر