أقول لكم

محمد يوسف

كنت أعلم أنني سأُغضب بعض الأصدقاء مديري المحطات التلفزيونية، ورغم ذلك كتبت رأيي واضحاً وصريحاً، فهذه قضية بعيدة كل البعد عن الأفراد والعلاقات الشخصية، ولم أقصد أحداً عندما أثرتها، ولا ألمح إلى أحد، فالإعلام قضية وطنية، وما يحدث طوال السنة بشكل عام وخلال رمضان بشكل خاص يجعلنا نطرح مسألة الانتماء والهدف للنقاش والجدل، وقضيت طول يوم أمس تحت رحمة اتصالات معاتبة حيناً ومبررة ومفسرة أحياناً أخرى، ولكن الغلبة كانت للذين يؤيدون ما ذهبت إليه، وكان بعضهم من العاملين في المحطات، وسمعت منهم مر الشكوى حول المسؤولين المستوردين من المحطات الهابطة، الذين يعتبرون في نظر الإدارات الوطنية مكاسب لمحطاتهم، وقد أسهب الجميع في شرح المعاناة والفجوة الثقافية الموجودة بين الكوادر الوطنية وتلك الآتية من قنوات « الطبل والزمر »، وهنا، عند هذه النقطة يجب أن نتوقف طويلاً، وأن نوجه أسئلتنا إلى كل القائمين على أمور القنوات الخليجية والمحلية، فهل يعقل أن نبحث بعد أربعة عقود من دخول التلفزيون عن قيادات وطنية فلا نجد؟ وهل يعقل أن ينزوي الإعلامي المواطن في مكتب أو خلف جهاز أو كاميرا بعد 15 سنة من الخبرة ويأتي شخص من تلفزيون أجنبي بخبرة خمس سنوات ليكون مديراً؟ وهل يعقل أن يحال المواطن الإعلامي الخبير إلى التقاعد الإجباري لأنه بلغ الخمسين، بينما الأجنبي يعين بامتيازات خيالية وهو في الستين؟ وهل يعقل أن تكون عارضة أزياء أو منسقة ديكور مشرفة عامة على كل البرامج المنتجة محلياً وهي لم تعش في هذه البلاد يوماً واحداً قبل تعيينها في ذلك المنصب بواسطة زميلها أو ابن خالها؟

أرجو من الأصدقاء أن يجيبوا عن هذه الأسئلة، وأن يفسروا لنا توجهاتهم المنسقة نحو تغريب إعلامنا المرئي، ومن يُرد أن يردّ ويوضح فأهلاً به، ولكن بشرط واحد، هو أن يضمّن ردوده نسبة البرامج الإبداعية التي تنتجها محطته محلياً، وإنني على يقين بأن أحداً منهم لن يجرؤ على ذلك، والسبب هو أن تلك النسبة لن تصل إلى 10٪!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر