يا جماعة الخير

اجتماع مملكة إبليس «2»

مصطفى عبدالعال

في الجلسة الثانية من الاجتماع السنوي لمملكة إبليس المخصص لرمضان، استعرض اللعين خطة لجنة إفساد العبادات، معلناً أنه يعزز اللجنة باستدعاء جميع فرق الضلال المكلفة حراسة رواد المقاهي والشيش والمخيمات الفنية والمتسكعين والعرايا (بالمولات) وسهارى المغازلات قائلاً: أيها الأبطال طبتم وطاب ممشاكم، وأتيتم أطيب الثمار مع الذين عرفوا بفضلكم طريقهم، واقتنعوا بأن الأيام المعدودات للصيام فرصة للسمر والطرب والتعامل المناسب مع هذا المدعو رمضان، فحسبكم، ولنستفد بمجهوداتكم الخلاقة مع الذين هم في حاجة إلى مواهبكم وقدراتكم، أقصد عُمّار المساجد وعملاء القرآن الذين يضيّقون علينا عيشنا بالذكر والصلاة، ونظراً لسَلسَلة المَرَدَةِ منكم فإنا نأمل من الأشبال إثبات قدراتهم، وإليكم تفاصيل الخطة:

تعرفون أننا لا نقدر عليهم في صلاة الجماعة، فإبليسَ إبليسَ في تضليلهم عنها لاصطيادهم فرداً فرداً، رداً على قولهم اللهَ اللهَ في رمضان واغتنامه... أنت ياولهان وأنت ياخُنْزُب لكما ما شئتما من القوات المدربة، اجعلوا المحافظة على الوضوء أمراً مستحيلاً، بتوهم كثرة الغازات وبتحريك الشهوات وإثارة المفاتن، وبالإسراف المفرط في الماء عند الوضوء، واجعلوا الصائمة تذهب إلى الدوام معطرة متبرجة، مخرجة نصف شعرها، لافتة بزينتها، حتى لا يسلم منها صائم، وبهذا ضمنا ضياع صومها وحملناها بعدد من مرت بهم والتفتوا إليها من خروجها وحتى تعود خيراً كثيراً، ثم إن كانت ذات زوج جعلناها تقضي ليلها مانعة إياه مما عرضته لغيره، ترميماً وتربيطاً وإرهاقاً، حتى تبدو كحارس على الحدود أو نزيلة مستشفى بقسم العظام، وعليه تسارعون في دفع الزوج للتنكيد عليها، ثم تهيئته للتسكع مع غيرها، والنفخ في الشهوة والرغبة ولو بـ«الشات» وأقنعوه بعذره، وبذلك ضمنا كمية اشتغال للصائمين تكتب في صحيفة أعمالكم.

اجعلوا الصلاة أول وقتها شيئاً لا داعي له، وكل من يقول: سئل رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَي الْعَمَلِ أَفْضَل؟ قَالَ الصلاَةُ لِوَقْتِهَا. ردوا عليه: إن الله غفور رحيم، ولن يعلق أحد، فالناس يفرحون بأية دعوة إلى كسل.. وإن قال أحدهم: إذا لم نحرص على الجماعة في رمضان فمتى؟ أو قال: إن ثواب الجماعة 27 ضعفاً وفي رمضان تضاعف أضعافاً كثيرة، بينوا لهم أن هذا تشدد لا داعي له، وأن غيرهم لا يصلي أصلاً. فإن نجحتم في اصطيادهم فرادى، فأخمدوهم بالكسل حتى يضيع وقت الفريضة، وسواء ضاع أو لم يضع فحين يصلي أحدهم وحده العبوا به لعب الصبيان بالكرة، واحدٌ يلعب بذاكرته فيذكره بما يشغله، وآخر يجعله في عجلة من أمره فينقر الصلاة نقراً، وثالث يلفته في صلاته إلى كل الجهات، تتكاتفون عليه حتى لا يكون له من صلاته إلا ما كان حاضراً فيه، وعشمي ألا تجعلوه حاضراً ولو لحظة. وحذار ثم حذار أن تمكنوا أحداً من أن يصلي جماعة في عمله إذا لم يجد مسجداً، ولكل من نجح في الحيلولة بين الفرد وجماعة المسجد أو أية جماعة جائزة كبرى عندي، فإنه أوسع باب نجمع منه لهم كل الحرمان مما يسمونه نفحات رمضان.. وابتسم اللعين وقال: انتشروا وبركاتي تحفكم.

mustafa@watani.ae

المستشار التربوي لبرنامج «وطني»

تويتر