أقول لكم

محمد يوسف

ما الذي يحدث؟ ما هذا الاقتتال على المسلسلات؟ هل هذا هو الإعلام المرئي الذي ننشد؟ هل دور التلفزيون هو أن يختصر السنة في شهر بجهد غيره؟

سأجيب عن هذه الأسئلة، فنحن في حاجة إلى مناقشة موضوع « اختطاف » رمضان ووضعه أسيراً في قالب فج من بنات أفكار قلة طارئة على مجتمعاتنا وإعلامنا، وسأقولها صريحة « رضي من رضي وزعل من زعل »، نحن سلّمنا محطات التلفزيون إلى مديري « كباريهات »، أعطيناهم شيئاً ثميناً، وفتحنا لهم الخزائن، وتركناهم يتلاعبون بعقولنا وأذواقنا، وأيضاً بثقافتنا وعاداتنا وثوابتنا، وبما أن « كل إناء بما فيه ينضح » فقد نضح خريجو الإسفاف بما وجدوا عليه أنفسهم، نقلوا إلينا ثقافتهم وسلوكياتهم، وأغرقونا في وحل أفكارهم، عكسوا أنفسهم علينا، وأصبحوا يوجهوننا إلى حيث يريدون، وهم لا يريدون الخير لنا، نعم، فهذا الذي يحدث لا يبشر بالخير، فالتلفزيون أداة عظيمة عندما يحسن استغلالها، ومدمرة عندما يساء توجيهها، ورمضان شهر عظيم لا يمكن أن يرتبط بهذه المهازل، ومن يُرد التلفزيون وسيلة تسلية في الليل الطويل فبإمكانه أن يجعلها تسلية مفيدة، أن يفكر مديرو القنوات والمحطات في ابتكار شيء جيد، لا أن يذهبوا جميعاً إلى الجاهز من الأعمال المستهلكة أحداثاً ووقائع، ويضحكوا علينا بكلمة « حصري » أو العرض الأول، فنحن نعرف كم مليوناً إضافياً تكلف مثل هذه الكلمات، وكانت البرامج المحلية ذات المردود الثقافي والتراثي والمجتمعي أولى بهذه الملايين التي تهدر على مسلسلات لا يمكن أن تشاهد، فهذا غباء ما بعده غباء، أن تعرض محطة واحدة 10 مسلسلات مثلاً، بينما جارتها الأخرى تعرض أكثر من ذلك في اليوم، وقد استغربت من إحداها، أي إحدى القنوات، عندما قطعت بدايات ونهايات مسلسلاتها، واكتفت بكتابة اسم المسلسل على الشاشة، كسباً للوقت الذي لا يكفي لعرض ما تجمّع لديها، فهل يملك الإنسان وقتاً أطول حتى يتابع؟

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر