أقول لكم

محمد يوسف

رمضان كريم، مبروك عليكم الشهر، شهر الصوم، وليس شهر المسلسلات، شهر العبادة والاستفادة، وليس شهر التأفف والنرفزة، وأعان الله الجميع على صيامه وقيامه، واسمحوا لي إن كنت قد تأخرت عليكم في التهنئة، فروق التوقيت هي السبب، والجو أيضاً، فنحن هنا نرتجف من شدة البرودة، الجو جميل وبارد ونخاف من الأنفلونزا، ولهذا لم أخرج لإرسال مقال اليوم الأول من شهر رمضان، فالسماء دائماً مظلمة، هذه الغيوم لا ندري من أين تأتيهم، طوال الوقت متجمعة فوق رؤوسنا، وأحياناً، وليس دائماً، تسقط زخات من المطر تبللنا، نتهرب منها، ونتذكر درجة الحرارة هنا قبل بضعة أيام، يوم كنا متجهين إلى المطار، كان المؤشر يشعر بالخجل، يرفض الاقتراب من الـ،50 فتوقف عند 47 فقط، وهنا في ميونيخ الألمانية يتراقص مؤشرهم ما بين الـ،10 والـ،20 وإذا تجاوز الـ20 يتدارك الأمر سريعاً، يعود كأن أحداً يتلاعب به، هو أيضاً يخجل، سبحان الله، حتى مقياس الحرارة يتطبع بطباع البلد الذي كتب عليه أن يكون فيه، مثلنا، مثل البشر، وهنا بشرهم غيرنا، لهم طباعهم، ونحن لنا طباعنا، هم يعتبرون هذا الوقت صيفاً، ونحن نتحصن كما نفعل في ليالي ديسمبر ويناير، عندما نفرح ببعض البرودة، ونلبس الصوف والشال، وفي أحيان كثيرة نتلثم حتى لا يلفحنا الهواء البارد فنمرض، مازلنا ننفذ وصايا أمهاتنا، رحمهن الله، وهم يعتبرون درجة الحرارة ما بعد 15 درجة صيفاً، ولهم الحق، من يشاهد شتاءهم يعذرهم، ونحن معنا حق، فمن يرى صيفنا ويعرف شتاءنا يعذرنا، في نوفمبر وديسمبر الماضيين كنت هنا، في المكان نفسه، ومازلت إذا مشيت أقدم رجلاً وأؤخر الثانية، في ذاكرتي سجلت صورة الثلوج التي تكاد تصل إلى الركب لولا إزالتها عن ممرات المشاة والشوارع، وأسطح المباني تكتسي باللون الأبيض، ويوم سمعت أن الحرارة بلغت 11 تحت الصفر أقفلت الأبواب ووضعت كرسياً مريحاً بالقرب من الدفاية.

كل عام وأنتم بخير بمناسبة الشهر الفضيل، ولنا عودة معه بإذن الله، ولنا عودة إلى المسلسلات أيضاً!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر