أقول لكم

محمد يوسف

قضية الديون مثال واضح على ما يعانيه الرئيس الأميركي، إنه مسكين، في أحيان كثيرة نقول إنه مسكين، يوم مصرع جون كيندي سمعنا الذين يفهمون يقولون «راح فيها المسكين»، ولم نفهم لأننا كنا صغاراً، ولكننا استوعبنا أشياء كثيرة في ما بعد، خصوصاً بعد أن مرر نائبه الذي أصبح رئيساً كثيراً من العقود، ووقع الأوامر في اليوم الثاني لحادث الاغتيال، اغتيال الرئيس، وقلنا بعدها بعشر سنوات إن نيكسون مسكين، عندما استقال من منصبه وغادر البيت الأبيض، لأنه تنصت على الحزب المنافس، واليوم نردد الكلمة نفسها، ونحن نرى باراك أوباما يغرق في قضية الديون، وهي قضية عادية في الأصل، تمرر سنوياً، بشكل شبه روتيني، لكنها اليوم أصبحت مشكلة كبيرة أوصلت الاقتصاد العالمي، وليس الأميركي، إلى حافة الهاوية، فالذين يواجهونه يلعبون بالنار كما وصفهم، لأنهم يريدون أن يظهروه في أضعف حالاته، ليس رغبة منهم في الحفاظ على الأموال، وليس خوفاً من عدم القدرة على السداد لاحقاً، وليس لوجود خطة بديلة، بل حتى يمهدوا لإسقاطه في الانتخابات المقبلة، فهو راغب في ولاية ثانية، وهم يريدون العودة إلى الحكم، ويمارسون الديمقراطية، كلهم يمارسون الديمقراطية، هو باراك أوباما الرئيس المنتخب، وهم الحزب الجمهوري بنوابه المنتخبين، هو يملك، وهم يملكون، هو يقرر، وهم يقررون، وهو يشد، وهم يشدون، وقد يرخي ويرخون، قد يتنازل حتى يتنازلوا، وقد يستخدم صلاحيات دستورية، وقد يعترضون، وبعدها يتم الاتفاق بعد أن تنقطع الأنفاس، ويعاد ترتيب الأوراق، وتظهر نتائج هذا الصراع على اتجاه الرأي العام، والرأي العام في أميركا له القول الفصل عند صناديق الاقتراع، فهو الشعب، وهو الذي يختار رئيسه ونوابه بحسب الأداء والنتائج في كل مرحلة، أي أن الأرقام المتحدثة في مجالات الحياة كافة تكون أرقام التصويت، فلا الرئيس يضمن أن يعود رئيساً، ولا النائب يضمن الاحتفاظ بمقعده.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر