أقول لكم

محمد يوسف

يكمل خبيرنا «المبرراتي» مظاهر الغيرة التي جعلت الولايات المتحدة تضع الجمهوريات العربية تحت المجهر، ويتحدث عن دستور يعدل في 10 دقائق من أجل تمرير غرض في نفس الزعماء التاريخيين، بينما يتبدل 10 رؤساء أميركان من دون أن تتبدل كلمة واحدة في الدستور الأميركي، وقد يسقط الرئيس في الانتخابات لأنه تجرأ ونادى بتعديل دستوري، يرى أنه قد يخدم الأمة كما يقولون، فالدستور هناك، وإن تخلف في بعض جوانبه عن مجاراة العصر، إلا أنه مقدس لديهم، ولا يجوز المساس به وبالمبادئ التي قام عليها الاتحاد وسجلها المؤسسون، وهنا في الجمهوريات العربية تُفصّل التشريعات على مقاس قائد المرحلة، فلكل مرحلة رجال وقوانين ودساتير، كل مرحلة تمسح ما قبلها، وتسقط إنجازاتها من كتب التاريخ والمناهج الدراسية، وكل قائد يبحث عن شيء ينجزه وتعجز أعظم العقول عن إزالته، ويبحث منذ يومه الأول وإلى ما لا نهاية عن ذلك الإنجاز الذي سيمنحه الديمومة، خصوصاً بعد أن فشلت فكرة التماثيل في الميادين العامة، بعد أن تطايرت رؤوسها وتناثرت أجزاؤها في الشوارع، خلال العقد الأخير في عواصم ومدن عربية عدة، وفي الولايات المتحدة يفكر الرئيس لحظة فوزه في تحقيق إنجازات اقتصادية يشعر بها الناس، وفي توفير حياة أفضل للأميركان، وفي تخفيف الأعباء الضريبية، وتحسين الخدمات الصحية، ومعاشات التقاعد، وشروط الإقراض من أجل المساكن، يفعل كل ذلك حتى يسجل له الإنجاز ويعاد انتخابه لدورة ثانية، أو حتى يفوز حزبه في الانتخابات المقبلة، هناك يعيش الرئيس في قلق دائم، لا ينام جيداً، ولا يرى أسرته إلا نادراً، في الإجازات الأسبوعية التي لا تعصف بها الأحداث، ويخاف دوماً من الأرقام التي ترد إليه، ويخشى هبوط المعدلات وانخفاض الشعبية، ولا يهدأ إلا بعد أن يغادر البيت الأبيض، بعد أربع سنوات أو ثمانٍ وهما الحد الأقصى، بينما غيره من الذين أشعروه بالغيرة لاهَمّ لهم سوى بناء المنتجعات وممارسة الهوايات، فكيف لا يغار؟!

 

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر