أقول لكم

محمد يوسف

طلب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، من دول الخليج مساعدة ضحايا الجفاف في القرن الإفريقي، ترك العالم كله وخاطب الإمارات والسعودية وقطر والكويت، وكأن العالم ليس فيه غير الخليج.

الأمين العام لم يخاطب الصين، فالصين منشغلة بإغراق العالم ببضائعها المقلدة والمغشوشة والرخيصة، وهي أيضاً منشغلة بشراء الأراضي والأبراج المتعسرة في الولايات المتحدة وأوروبا، وأيضاً منشغلة بتصدير بائعات الأفلام «الثقافية» إلى شوارع كل المدن الكبرى، لا وقت لديها للمساعدات وحملات الإغاثة، فهي قريبة جداً من أن تكون القوة الاقتصادية الأولى في العالم، وهي أولى بأموالها، ومثلها ألمانيا التي يكفيها أنها ضخت مع شريكاتها الأوروبيات نحو 200 مليار يورو لليونان فقط، بخلاف إسبانيا والبرتغال والبعض الآخر من المتضررين في القارة المرفهة، وأستراليا وكندا والولايات المتحدة ربما يصنفها كي مون ضمن «المساكين».

ودول الخليج لا تنتظر نداء الأمين العام للأمم المتحدة، فهو يتحدث بعد أيام من وصول مساعدات دول الخليج عبر جسور جوية إلى الصومال، وبعد صدور أوامر عليا برصد عشرات الملايين من الدولارات للإغاثة العاجلة إلى تلك الأراضي المتضررة من الجفاف، هذا واجب تفرضه النخوة ويفرضه الدين الحنيف، لكننا لسنا العالم، لسنا خزائن الأرض، فهذه نظرتهم إلينا، أننا نملك سيولة تفوق حاجاتنا، ولا يدرون بالحقيقة، لا يعلمون بأننا مازلنا ننمي أرضنا وشعوبنا، وندفع ثمن الماء الذي نشرب قبل الغذاء، ومع ذلك نحن السباقون دوماً، وعندما يتعلق الأمر بإخوتنا وجيراننا لا نأخذ الأوامر من أحد، ولا ننتظر أن يطلب منا، بل نبادر بنفس راضية ومتحمسة، وكان على بان كي مون أن يطلب اجتماعاً للكبار، كبار أغنياء العالم، الذين يمسكون بمصادر الحياة، بالغذاء والدواء وكل شيء، وهم أنفسهم الذين يستنزفون قدرات ومقدرات الفقراء، حتى بسلاحهم هم يتسببون في ازدياد أعداد المشردين واللاجئين في مخيمات الإغاثة، وعليهم واجب المساعدة، فالكارثة في القرن الإفريقي عالمية الصنع، والحل أيضاً.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر