أقول لكم

محمد يوسف

الأخ أبومازن رجل منطق، إذا تحدث اختار كلمات لا تحتمل التأويل، وإذا أطلق تعبيراً فسّره حتى لا يُفهم في غير معناه، وهو رجل واقعي، يعرف أين يقف، وأيضاً الحدود التي يمكن أن يصل إليها، لا يحب القفز في الهواء، ولا يهوى الخطابات الرنانة والحماسية، وقد تابعته يوم الأربعاء في اجتماع اللجنة التنفيذية، كانت كلمته صادقة ومعبرة وواضحة، هو مع السلام، ومفاوضات السلام، لكنه لا يقدر على الإمساك بالسراب، هو لم يُمنح غير السراب، من الراعية الكبرى، أو اللجنة الرباعية، وهو اليوم لا يمسك بندقية بيد وفي اليد الأخرى غصن الزيتون، إنه لا يمسك بغير الشوك، لكنه يلوّح بالدولة، بإعلانها من طرف واحد، عبر مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه يرى ما يلوّح به الآخرون، قادة الدولة الغاصبة للأرض وحقوق الشعب الفلسطيني، أم الذين يساندون الباطل، ويتمنى أن يحدث حراك طال انتظاره بالذهاب بعيداً نحو الحافة، ربما يحصل على شيء من أجل المعذبين منذ سبعة عقود، ويخرج قليلاً عن النص، يدعو إلى مقاومة شعبية، ويكررها مرتين، ثم يستدرك، يقول إنها مقاومة شعبية سلمية، كما في الربيع العربي، كما حدث في تونس ومصر وبعض الدول الأخرى، وتنادي «سلمية، سلمية» كما نادى غيرنا، لا سلاح، ولا مواجهات من أي نوع، هكذا قال، لكن إسرائيل شيء آخر، هكذا نقول، وتقول معنا كل شواهد الزمان الحاضر، إسرائيل ليس فيها بن علي أو حسني مبارك، بل فيها ليبرمان وباراك، وفيها نتنياهو، وفيها «بلطجية» يسمون المستوطنين، وفيها طائرات لاتزال تصطاد عينات مختارة من الفلسطينيين متى شاءت، وفيها فرقة مستعربين تخطف من تريد من بيته ليلاً أو في وضح النهار، وفيها حماية من كل من «هيومن رايتس ووتش» أو «منظمة العفو الدولية»، خصوصاً عندما يراق الدم الفلسطيني، فالعالم لا يرى الدم الفلسطيني ولا الإجرام الإسرائيلي، فأي ربيع عند إسرائيل، وأي سلمية تواجه من لا يحاسبون على القتل؟!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر