أقول لكم

محمد يوسف

الإنسان الغربي انتزع حقوقه عبر قرون فائتة، فكل حق له ظروفه وزمانه، وأيضاً تضحياته، والدولة هناك أعطت عندما وجدت أن البيئة المجتمعية قادرة على استيعاب ما يمنح، أصحاب العدالة والمساواة نالوا ما يريدون، وأصحاب نظرية الحق في الحصول على المعلومات وإيصالها إلى الناس وضعوا قواعد وأسساً يسيرون عليها، وحدث شدّ وجذب، ووقعت مواجهات، سواء بالحوار أو بالتعسف، فالأوروبيون ليسوا ملائكة، لم يجدوا أنفسهم ذات صباح وهذه التشريعات المنظمة لشؤونهم مطبقة، لم يهدها إليهم أحد، ولم يتفضل بها أحد، هم انتقلوا من مرحلة إلى أخرى، وفي كل مرحلة كانوا يتوقفون، ويتناقشون، ويصححون أخطاءهم، بأنفسهم كانوا يقوّمون تجاربهم، ويحافظون على كل مكسب يحققونه، ولا يتراجعون، بل ينتقلون إلى مراحل أخرى، ويُخضعون أنفسهم للقوانين التي وضعوها، فهم قد استقروا على أن هذه القوانين ضرورية في عصر النهضة والتقدم، وتماشوا مع التطور الطبيعي لحياتهم، لم يقفزوا كثيراً، بل تدرجوا، فكان الانتقال السلس نحو الاستقرار، وأصبحوا قدوة، ومحط أنظار الآخرين، لقد كانوا قبل قرن واحد يعانون العبودية وازدراء الأعراق، وتقسيم المجتمعات إلى دماء بألوان متنافرة، طبقات، وامتيازات من دون حق، واستبداد، وتصارعت الأفكار والمطالب كثيراً، لكنهم عندما أزالوا التفرقة والعنصرية سادت العدالة بينهم، وتولى كل طرف مهامه الجديدة، ومارس حقوقه من دون خوف أو تردد، ولم يسمح لممارساته بالإساءة إلى تلك الحقوق المكتسبة، ومع ذلك ظهرت لديهم تجاوزات، وستظهر، ما دام هناك تطبيق لتلك القواعد التي وضعت، وقضية «نيوز أوف ذا وورلد» وروبرت مردوخ وامبراطوريته المهيمنة دليل صارخ على تجاوز الحقوق الممنوحة، والإخلال بالقواعد الأخلاقية، والاعتداء على حقوق الآخرين التي هي أيضاً حق مكتسب يقابل الحق الآخر.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر