أقول لكم

محمد يوسف

مشاهد تخلع القلوب من أماكنها، أطفال يتضورون جوعاً، يعيشون في الخلاء، يفترشون التراب، وأمهات يتسولن قليلاً من الدقيق والماء من خلف الأسوار الشائكة، وجثث تنقل من بين أشباه الأحياء.

عالم منافق، مجرم، وقادة حرب يستحقون الصلب والشنق، أضاعوا كل شيء على السلاح، أطعموا الشعب ذخيرة وصواريخ وقنابل ومتفجرات، أشبعوهم ذبحاً بالكلاشينكوف والراجمات، احتلوا المدن والسواحل، وطردوا الضعفاء إلى البراري، وفي البراري كان القحط، وكان الجفاف، وكان الاكتشاف المتأخر لمأساة شعب الصومال، والصومال دولة عربية، هم أشقاء لنا، أولئك الذين نراهم ولا نحتمل ينتمون إلينا، أصلاً وديناً، ولا نرى بينهم غير مؤسسات إغاثة من بلاد مافيات السلاح، ونحن لدينا جامعة عربية، وقد تنبهت قبل يومين إلى مأساة ذلك الشعب الذي يفترض أنه عضو من أعضائها، ووجهت نداء إلى العالم، أي عالم؟ نحن عالم هؤلاء، العرب هم الأولى بإخوتهم، حتى عندما نكون منشغلين بهذه الفوضى السياسية، ويكون البعض خائفين على مكاسبهم وأملاكهم، لا يوجد مبرر واحد يعفي الجامعة العربية، وتلك المنظمة الإسلامية التي كانت تسمى المؤتمر، ويقال إنها غيرت الاسم، أين هؤلاء من شحذ الهمم؟ وأين هم من الذهاب إلى حيث تتجلى تعليمات ديننا الحنيف ونخوتنا؟ كان الأجدر بأمين الجامعة العربية أن يتعفف قليلاً من السياسة ويذهب إلى الصومال، ويطلق نداءه من هناك، وإن كان عاجزاً، كما أسلافه، فليرحل، من هم أهم منه رحلوا، وكل من يفشل في مهامه عليه أن يرحل، فهذه الأمة فيها خير كثير، وفيها رجال لا يترددون في مد يد العون، وقد جاء الدليل من هنا بتوجيهات خليفة، لكن ليس كل العرب لديهم ميزة الوصول سريعاً أو بسهولة إلى مواقع النكبات مثل الإمارات، وكان الأجدر بالجامعة العربية أن تشكل فرقاً للإنقاذ والإمداد وإيصال المساعدات، فهذا دورها تجاه الشعوب العربية!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر