أقول لكم

محمد يوسف

متى ما وجدت انتخابات حدث هرج ومرج، ودار لغط كبير، نحن نسميها عملية انتخابية، بينما غيرنا يطلق عليها اسم «معركة»، في كثير من البلدان نسمع عن معارك انتخابية، ونسمع لها «جعجعة» و«فرقعة» و«طقطقة» و«قرقعة»، يتردد صداها في الأرجاء، بل يصل إلى كل مكان في هذا العصر بواسطة وسائل النقل والاتصال والتواصل الحديثة، وتثير الانتخابات زوابع حولها، قبل وأثناء وبعد، وتخلف توابع كثيرة، سواء كانت انتخابات نيابية عامة، أو خاصة بين تلاميذ مدرسة ثانوية، هكذا هي، انتخابات تعني تنافساً، والتنافس يعني العمل على الفوز، ومن أجل الفوز يباح كثير من المحرمات، وتتلون المواقف، وتستخدم وسائل أخلاقية حيناً وغير أخلاقية أحياناً أخرى، والفوز له استحقاقات، والظفر بالمقعد له امتيازات، ولهذا يتجاذب المرشحون أحقية الجلوس على المقعد بكل ما أوتوا من قوة.

نحن لا نريدها صاخبة، مثيرة للغبار والأتربة، بل نريدها مثالية، هادئة، تعكس حالة الوئام والتوافق القائمة في البلاد، لهذا لم تترك للعملية الانتخابية مساحة كبيرة تسمح بشحن النفوس قبل استقطاب الأصوات، وما بين الإعلان عن الهيئات التي لا يضمن أحد ورود اسمه بها، ويوم الانتخابات نحو 70 يوماً، في وسطها شهر رمضان بخلاف الصيف، الذي يرتحل فيه معظم ناسنا، والشروط المعلنة تؤكد تجنب الهفوات والسقطات التي مر بها غيرنا، وتنقل بوضوح مدى حذرنا من إفساد الهدف بالممارسات الخاطئة، وبنظرة فاحصة إلى بعض الإحصاءات التي ظهرت أو التي استنتجناها من القوائم نلاحظ أن الاتجاه العام يسير نحو رفض هيمنة اتجاهات أو تجمعات على تجربتنا، سواء كانت فكرية أو قبلية أو عائلية أو طائفية، وهذه ميزة محمودة رغم أننا مازلنا ننعم بفضل الله وحكمة قيادتنا بمحدودية مثل هذه الاتجاهات، وما بين الطبيعة الانتخابية، والمثالية التي ننشد، سيكون صيفنا ساخناً بلا شك، وحتى يوم التصويت والاختيار في 24 سبتمبر المقبل، فهذه في النهاية انتخابات، والانتخابات لا تمر دون أن يتردد صداها.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر