أقول لكم

محمد يوسف

قد تكون لدينا ملاحظات كثيرة على الإجراءات المرافقة لإعلان الهيئات الانتخابية، وعلى أسلوب التواصل مع المجتمع، فما دمنا نخوض تجربة جديدة فلابد أن تكون هناك ملاحظات، ليس لدى المراقب مثلنا فقط، بل لدى اللجنة الوطنية للانتخابات نفسها، وهي الجهة المسؤولة عن التنفيذ من البداية حتى النهاية، فهي تستقي من تجارب الآخرين، وتجتهد في سبيل الوصول إلى الأسلوب الأمثل، ولكنها تجربة، وكل تجربة تظهر نواقصها عند التنفيذ، وكذلك معوقاتها، وما غفل عنه في المرة الأولى عام ،2006 تم تداركه اليوم في التجربة الثانية، وستكون هناك ملاحظات أيضاً، وسنتجاوزها في المراحل المقبلة، فهذه سنة الحياة، لا كمال إلا لله، ولا أخطاء من دون عمل، ولا تصحيح من دون تطبيق.

نحن ننشد الأحسن، نريد أن تكون انتخاباتنا مثالية، هكذا تعودنا، أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأن نضع نظاماً، وأن نطبق معايير، ومن ثم نرصد، وبعدها ندرس المحاولة، ونقيم التجربة، ونتعلم، كلنا بحاجة إلى أن نتعلم، الناخب الذي ورد اسمه في قوائم الهيئات الانتخابية، بحاجة إلى أن يفهم لماذا هو ذاهب إلى اللجنة لاختيار الأعضاء للمجلس الوطني الاتحادي، ولهذا سيسأل ويستفسر، والمرشح سيطرح تساؤلات كثيرة حوله وداخل نفسه، وسيكون الأساس هو: لماذا أريد أن أترشح؟ وقد يختلف مرشح عن آخر في الإجابة التي سيقتنع بها، وكذلك الذين سيفكرون في الترشح وسيترددون، كل واحد من هؤلاء سيفهم الانتخابات من منظوره الخاص، أو مما سيتوافر له من معلومات وإيضاحات، والصحافة أيضاً تريد أن تفهم، وستعمل على أن تصل مع هذه التجربة إلى ممارسة عمل جديد عليها، وقد تصيب وقد تخطئ، لكنها ستتعلم، وستترسخ لديها حصيلة جديدة من المبادئ والمعايير الحاكمة للعملية الانتخابية، وأجهزة الدولة المعنية ستتعلم كيف تشرف وتنظم وتدير وتوفر الجو المناسب.

كلنا نتعلم من التجارب، وهذه تجربة أردناها قيادة وشعباً، وسنخوضها من أجل المستقبل، والمستقبل هو الهدف، ولهذا تكون الملاحظات مجرد رغبة في الوصول إلى الأفضل.

 

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر