أقول لكم

محمد يوسف

مر أسبوع على إعلان أسماء الهيئات الانتخابية، تريثنا كما تريث غيرنا، لم نعلق أو نناقش، لم نؤيد أو نخالف، وقد ظن البعض أن هناك توجيهاً بعدم الخوض في هذا الأمر، وهو ظن خاطئ، من لا يعرف طبيعة هذا البلد يخطئ كثيراً في استنتاجاته، وفي أحكامه أيضاً، يخطئ لأنه يطبق النظريات المجردة التي درسها أو قرأها في كتب السياسة وأنظمة الحكم وتدرج السلطات، وهي نظريات جامدة، لأنها تغفل عن الخصوصية، وفي الإمارات خصوصية متفردة، منذ أن قامت هذه الدولة عام 1971 وهي تملك خصوصية الانفراد عن الآخرين، من حيث تكوين الدولة لا نجد بلداً عربياً غير الإمارات تأسس في العصر الحديث على مبدأ الاتحاد، ومن حيث نظام الحكم لم تستقر دولة في المنطقة على قيادة كما استقرت الإمارات، ومن حيث العلاقة بين القيادة والشعب لا يمكن أن تقارن الحميمية المعيشة هنا بأي علاقة في مكان آخر، وقد تحدثنا كثيراً عن هذه العلاقة، وإخواننا العرب المقيمون والزائرون لبلادنا على اطلاع تام بتفاصيلها، قربهم منا جعلهم مطلعين على تلك الروابط التي تجمع الحكام بشعبهم، أما الذين يعيشون بعيداً عن أرضنا وناسنا فهم معذورون إن لم يفهموا، لأنهم حصروا أنفسهم وسط الأجواء التي تربوا عليها وعايشوها وذاقوا حلوها ومرها، وفي كثير من الأحيان يكون المر غالباً عندهم، ويخطئون كثيراً عندما يعكسون واقعهم على واقعنا، صحيح أن ردة فعلنا كانت شبه معدومة، وأقصد الكتّاب وأصحاب الرأي، ولكن ذلك لا يصب في خاناتهم التي اعتادوا التقوقع فيها، بل هي نتاج للفضاء الواسع الذي نتحرك فيه، وملخصه أننا إذا أردنا أن نطرح رأياً عاقلاً وصادراً عن نية صافية وموقف منطقي؛ نملك الحرية الكاملة لطرحه، ونجد استجابات سريعة وتفهماً كاملاً لما نقول، أما إذا كنا كما في حالتنا هذه، وأقصد موضوع الهيئات الانتخابية، ونرى أن الخطوة المتخذة تقودنا إلى الأمام وصمتنا؛ فهذا يعني أننا مؤيدون للخطوة، والتأييد لا يمنعنا من إبداء الملاحظات متى ما وجدت.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر