أقول لكم

محمد يوسف

** لص يدخل البلاد بتأشيرة زيارة ويسرق عدداً من البيوت، ونكون سعداء عندما يقع، ونختار له اسماً مستحدثاً يتطابق مع صفاته، «اللص المسافر»، أظنه يستحق أكثر لأنه بذل جهداً حتى وصل وتقصى وخطط ونفذ، ولكن كيف فعل كل ذلك وهو غريب؟!

** وبمناسبة الحديث عن تأشيرات الزيارة، أقول لكم، رمضان على الأبواب، وستتكرر حكاية كل عام، وينتشر المتسولون والمتسولات عند أبواب المساجد مع صلاة التراويح، وفي المجالس عند الإفطار، وعلى أبواب البيوت الكبيرة ما بين العصر والمغرب، وفي الغالب هؤلاء هم أعضاء منظمة «سياحة التسول»، ومعظمهم يدخلون البلاد بتأشيرات زيارة قبل رمضان بأيام، ومن يرهم يظن أنهم من فئات مجتمعنا!

** ما دمنا في الصيف وموسم الإجازات سنتحدث عن السفر فقط، وللسفر سبع فوائد، كما قيل من قديم الزمان، ولكنه في زماننا هذا ليس له غير فائدة واحدة وهي تنمية ثقافة «المولات» وتطويرها، فنحن نخرج من «مول» لندخل في «مول»، سواء كنا في «ميونيخ» أو «منجلور» أو «كوالالمبور» أو «جولدن كوست» أو «القاهرة».

** القاهرة ستفتقد محبيها هذا الصيف، الناس لا يريدون أن يتورطوا وسط ميادين الاعتصامات أو المسيرات الجوالة، وعواصم عربية أخرى ستعاني أيضاً نقصاً حاداً في عدد السياح والزوار العرب، وستنتعش عواصم ومدن وقرى وجزر في مناطق لم نسمع بها من قبل، الناس يدفعون أموالهم من أجل راحتهم، وقد ترددت على مسامعنا أسماء نحتاج إلى فترة طويلة حتى نتمكن من حفظها وترديدها، ولكنهم يصلون إليها وهم سعداء حتى لو قضوا يومين في الطريق!

** بعضنا يتخلى عن عاداتنا السيئة، يستغني عن «المول» والتسوق، والبعض هنا مقصود به «السيدات العزيزات» من نسائنا وبناتنا وأخواتنا وخالاتنا وعماتنا وبنات أخوالنا وعمومتنا، فيذهبن راضيات إلى أماكن تُسمى منتجعات، فيها أكواخ وشواطئ وأشجار وأحواض سباحة وهدوء، وبعد أقل من أسبوع يهرولن نحو «سيتي سنتر» و«المارينا»!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر