أقول لكم

محمد يوسف

تاهت هذه الأمة عن طريقها، أم أن الطريق مسحت معالمه فسلكنا دروباً أخرى خلال المسير؟ لا ندري، لا نعرف، لا نستطيع أن نجيب، اختلطت علينا الأمور، لا حابل ولا نابل، لا غث ولا سمين، لا حق ولا باطل، نزيهنا مشكوك فيه، وجلادنا مرحب به.

أمة تبحث عن نفسها، ولكن عند الغير، وذلك الغير يريد مقابلاً، هل تذكرون «العروس تبغي فلوس والفلوس عند...» إلى آخر تلك الأنشودة، هي الآن وضعنا، ومصيرنا، ومستقبل كثير من بلداننا، هذا سيد يجلس فوق أعلى قمة منذ 30 و40 سنة، ولا يعرف كيف يرضي ناسه الذين كان يظن أنهم أبناؤه، فيختار أسهل الطرق، يسير في الدروب المظلمة، حيث السلاح والرصاص هو الرد، وذاك الآخر يرسل الدبابات إلى المدن والقرى، لأنها قادرة على تسوية الأرض بما عليها، والناس كانوا ينتظرون صدراً حانياً، قلباً أبوياً يفيض عاطفة ومحبة، وتموت المشاعر، ويركب الشيطان الجميع، ويبحث الجميع عن شياطين الإنس في كل مكان، يذهبون إلى الأعداء وأصدقاء الأعداء، ويضعون بين أيديهم الهدايا والعطايا والاتفاقات التي تسلب الحريات، من أجل حرية مزعومة تقوم طوائف وتيارات ببيع المستقبل في صفقات سرية، وتتبدل مواقف، هذا يشد الحبل، وغيره يرخي، والثالث يسأل عن المقابل، مقابل الدم الذي يسيل من الناس العاديين، من وقود الصراع، كل من وجد وسيلة ركوب ركبها، وكل من تيسرت له فرصة ظهور استغلها، وكل من استطاع أن يصل إلى جهاز سري في دول التخطيط والتنفيذ ذهب حاملاً طبقاً من ذهب عربون تقدير واحترام.

كل الطرق ضبابية، معدومة الرؤية فيها، كثبانها عالية، ورمالها متحركة، وتتساوى فيها النتائج، الظالم مثل المظلوم، والمعتدى عليه أقسى من المعتدي، والأمة تائهة، ضائعة، لا تعرف أي الدروب تسلك حتى تصل إلى الطريق القويم.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر