5 دقائق

«اركب الحنطور»...

ميره القاسم

الصيف هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، فهو أكثر سخونة، وأحداثه متلاحقة يوما بعد آخر دون توقف، فقد تزور دولة من دون رئيس وقد تزور أخرى رئيسها لا يحكمها، وتَفرغ لإدارة المعارك الطاحنة من أجل القضاء على شعبه، وقد تنزل بلداً قام شعبه برفع دعاوى على حاكمه، وقد يحالفك الحظ وتزور دولة رئيسها مصاب ويتلقى الإسعافات في دولة مجاورة.. كل ما تتوقعه وما لا تتوقعه قد تشاهده في رحلتك لأكثر من دولة عربية.

هذا الصيف قد تختلف عاداتك السنوية قبل السفر، فقد تضطر إلى حجز تذكرة دون عودة فمن يدري الظروف؟! حتى عند تسوقك سيختلف الأمر، فبدلاً من «الجينز أوالتيشيرت» ستشتري سترة واقية من الرصاص، وإن كنت تؤمن بالثورات ستكون حاجتك أكثر لشراء «جي بي اس» ليرشدك للميادين الكبيرة المخصصة لإسقاط الرؤساء والهتاف ضد أعوانهم، ولا تتكئ كثيرا على هذا الجهاز الخائن، فهو لن يستطيع أن يحفظ التغيرات التي استحدثت أخيرا، فقد يقودك إلى الجنوب بدلا من الشمال، ولم يعد الشمال يضم الجنوب!

هذا العام لن تسمع الأغنية الشهيرة «أركب الحنطور واتحنطر»، لأن حظر التجول فُرض في بعض الدول العربية المعروفة باعتمادها على السياحة مصدراً قومياً، وسترى الدبابات والمعدات العسكرية أكثر من سيارات الأجرة والليموزينات .. و«درجن درجن».

ورغم صعوبة السفر وخطورة التجول في عواصم تلك الدول ومدنها، إلا أن هناك ميزات يجب ألا نغفلها مثل إعفائك من دفع «البقشيش» داخل المطارات وأقسام الشرطة وكل من تتعامل معه، وإذا أُجبرت على الدفع فيمكنك بكل سهولة أن تعترض وترفع «يفطة» كبيرة تفضح خلالها الجهات الأمنية، التي أصبحت في حالة يرثى لها بعد الثورات.

ومع خطورة السفر إلى بعض الدول العربية إلا أنها، من وجهة نظري الشخصية، أفضل بكثير من السفر للدولة الأجنبية التي لا تخلو من المخاطر المصنوعة بحرفنة وتخترع من عام لآخر للأشخاص غير المرغوب فيهم، خصوصا إذا كانوا «عربا» فقد تنتهي سفرتك الصيفية بفضيحة مخلة بالشرف مثلما حدث لرئيس البنك المصري الأميركي، المتهم بالاعتداء على خادمة في أحد فنادق نيويورك، وبإجراء حسبة بسيطة ستكتشف أن الحياة زائلة، والموت بشرف في أحد الميادين المخصصة للاحتجاج، أفضل بكثير من الموت وأنت تفقد شرفك.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر