أقول لكم

محمد يوسف

تذكرنا محاولات البعض التلاعب بالزي الخليجي بحكاية التاجر والمصنع الياباني التي سمعنا بها ولم نرها، يُقال إن تاجراً خليجياً طلب من أحد المصانع كمية كبيرة من «العقال»، بعد أن عجزت الصناعة اليدوية السورية والعراقية عن تلبية الاحتياجات المتزايدة بعد الطفرة النفطية، وأرسل نموذجاً، وبعد أشهر وردت الكمية المطلوبة، ولم يعرف مصير التاجر حتى الآن بعد أن فتح الصناديق، قيل عنه الكثير، وأقل ما قيل إنه ضرب كفاً بكف وضحك حتى سقط مغشياً عليه.

أراد الياباني أن يبدع، وقد فعل، قسّم الكمية المطلوبة بين كل الألوان، الأصفر والأحمر والأخضر والأزرق والبرتقالي والبنفسجي والماروني والوردي، إضافة إلى الأسود والأبيض ودرجات الألوان السابقة، ولم تخرج تلك البضاعة من المخازن إطلاقاً، وربما تكون قد أحرقت لاحقاً، وبعدها تعلم التجار وتعلم المصنعون الدرس.

وخلال العامين الماضيين ظهرت صرعة جديدة تحاول أن تضيف شيئاً إلى الثوب العربي، واستُخدم بعض الفنانين ومقدمي البرامج والمذيعين لتسويقها، عبارة عن خيوط وخطوط ملونة، وتطريزات مبتكرة، وعلامات تجارية تزين الرقبة والصدر، أحدهم اختار خطوط «فيرساتشي»، والآخر «بربري»، والثالث استخدم «لطخة» سوداء فوق أكتافه، وانتظروا جميعاً أن يقلدهم الآخرون، ولكنهم وجدوا أنفسهم وحيدين في صرعاتهم الشاذة عن القاعدة، ليس تمسكاً بالتقاليد أو العرف، أو تمسكاً بالقديم ورفض الجديد، بل لأنها بشعة ومن أراد أن يتأكد، فليرجع إلى عرض الأزياء الذي أقامة شخص يطلق على نفسه اسم «مصمم»، الذي نشر يوم أمس، ولينظر إلى تلك الأشكال المطروحة، وسيخرج بقناعة غير قابلة للنقاش، مفادها أن تلك التصاميم والألاعيب قد تصلح للنوم والاستخدام المنزلي لا أكثر، يعني أنها «بيجامات».

الزي نتاج لظروف كثيرة، منها الطبيعة البشرية لسكان كل منطقة، ومنها الظروف المناخية، ومنها العوامل النفسية، ولم تستقر الشعوب على اختياراتها إلا بعد أن مرت بمراحل وجربت أنماطاً مختلفة من الملابس، وتكاملت شخصيتها بقيمها.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر