ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

أعجبني خبر ورد في فقرة «رمسة ملاعب» في «الإمارات اليوم»، بشأن عدم تلقي البرازيلي أندريه بنغا أية عروض حتى الآن، إذ لم نعتد على مثل هذا سابقاً، فما نعرفه أن اللاعبين في دورينا، حتى وإن ظهروا بمستويات «تعبانة»، نقرأ أنهم تلقوا عروضاً محلية وخليجية وعربية وإقليمية ودولية وفوق سطح القمر، وربما في المريخ، بعد أن اكتشف العلماء أخيراً وجود أمل في الحياة هناك!

الحبر المسكوب

نحن لا نرى رجلاً يمارس رياضة الجمباز الإيقاعي، فلماذا تعتقد السيدات أن رفضنا ممارسة رياضة مملوءة بالاحتكاكات والاصطدامات والانفعالات ليس إلا من دافع شرقيتنا وكوننا ننتمي إلى مجتمعات ذكورية.

ما دفعني لهذا الحديث هو ما تصرح به بعض اللاعبات حتى المتابعات من جنس «حواء» بين الحين والآخر، معلقة على انتقاد الرجال ممارستهن بعض الرياضات القاسية، التي لا تتناسب وتكوينها الأنثوي، كالملاكمة والمصارعة،حتى كرة القدم، ولم يقتصر ذلك على الوطن العربي، بل تعدى الأمر إلى المكسيك وكولومبيا حتى ألمانيا، وهذا ما طالعتنا به التقارير الإخبارية التي نشرت أخيراً بالتزامن مع بطولة كأس العالم للسيدات، المقامة حالياً في ألمانيا. الغريب في الأمر أن هناك كتّاباً ومثقفين يشاركون النساء رأيهن، ويؤكدون أن المجتمع الذكوري هو السبب في هذه النظرة، وأنه من حق النساء أن يمارسن الرياضات التي يخترهن، وبالطبع مستندين إلى موشحات حقوق المرأة التي لا تنتهي، رغم كل ما وصلت إليه المرأة، فإذا كان مجتمعنا الذكوري، كما يزعمون، هو فقط صاحب هذه النظرة، فما رأيهم بعد تصريحات اللاعبات الكولومبيات والمكسيكيات والألمانيات، فهل تلك المجتمعات أيضا ذكورية؟ الشاهد في الأمر أن انتقاد ضعف تشجيع الذكور للإناث على ممارسة مثل هذه الرياضات، يجب أن يخرج بمنطق وبحقائق، وليس بأسطوانات مشروخة «أكل الدهر عليها وشرب»، فهل تابع أحدكم البطولة المقامة حالياً في ألمانيا، رغم أنها مباريات «كأس عالم»؟ وبرأيكم ما السبب في تجاهل الجميع، رجالاً ونساء، فعاليات هذه البطولة، مقارنة ببطولة كأس العالم للرجال التي تتابعها النساء قبل الرجال وعلى مستوى العالم؟ بقي أن نؤكد أن المرأة ومنذ فجر الإسلام حظيت بمكانة لم تكن عليها من قبل، فرفع قدرها وعلا شأنها، دون النظر لمن هو غارق في عادات الجاهلية، وهم فئة شاذة أقل بكثير من الفئة العامة، لكن لا يعني ذلك أن تأخذ مكانها ومكان غيرها، وإذا كان الأمر كذلك، فنحن لا نمانع مطلقاً بأن نرى السيدات في الصناعيات يبدلن «أويل وفلتر»!

بالحبر السري

تتساءل جماهير أحد الفرق العريقة عن ضعف التعاقدات التي تجريها إدارة الفريق من خلال أسماء لا يعرفها أحد، وبالطبع لا بأس من وصف اللاعبين بالمميزين، فالتميز هنا كلمة عائمة لا محل لها من الإعراب، ترى إلى متى يستمر صبر الجماهير؟

وتبقى قطرة

لا أتخيل أن أرى فريقاً من الرجال يشارك في مسابقة السباحة الإيقاعية، و«يمرجح» سيقانه يميناً وشمالاً، أكاد أشعر بالإعياء لمجرد التفكير في رؤية ذلك المشهد، علماً بأن هذه المسابقة مخصصة للسيدات فقط، فتباً للمجتمع «الأنثوي»!

 

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر