في الحدث

جوبا تطوي علم السودان

جعفر محمد أحمد

أوسط حضور دولي وإقليمي بينهم قادة ورؤساء حكومات وحضور محلي كبير يتقدمهم الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه السابق سلفا كير ميارديت، وفي احتفال حاشد ومهيب في ميدان الحرية بمدينة جوبا اختلطت فيه أجواء الفرح الجنوبي بالحزن الشمالي، تم إعلان ميلاد جمهورية جنوب السودان التي اعترفت بها الخرطوم رسمياً وفق حدود يناير 1956 دولة مستقلة ذات سيادة بعد أن كانت جزءاً من الوطن، وذلك إنفاذاً لاتفاق السلام الشامل في 2005 انطلاقاً من اعترافها بحق تقرير المصير واعترافاً بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في التاسع من يناير الماضي.

السودان اليوم ليس كالأمس، فمع الاستحقاق الجديد فقدت البلاد جزءا عزيزا من ترابها ليكون نواة دولة جديدة ذات سيادة ومستقلة تماماً عن الشمال، وليسدل الستار على الوحدة التي طالما سعى السودانيون شماليين كانوا أم جنوبيين إلى تحقيقها، ولكن جاءت رياح السياسة بما لا تشتهي سفنهم. التاسع من يوليو 2011 فتح صفحة جديدة في تاريخ السودان وطوى أخرى بعد أن دخل الانفصال حيز التنفيذ بعد سنوات من التعايش بين شعبي شمال وجنوب الوادي، وكانت الوحدة هي الرابط وشعرة معاوية التي انقطعت بالأمس.

جوبا التي غنى لها السودانيون كثيراً وأعجبت من زارها من أبناء الشمال، قطعت اليوم قول كل خطيب وطوت علم السودان لترفع علم الدولة الوليدة ليرفرف للمرة الأولى في سماء الجنوب بعد أن عزفت للمرة الأخيرة السلام الوطني، وهو مشهد أعاد الذاكرة السودانية الى تاريخ 1 يناير ،1956 إذ تم إنزال العلم البريطاني ورفع علم السودان في سارية القصر الجمهوري بالخرطوم معلناً استقلال السودان، وها هو المشهد يتكرر للمرة الثانية مع الفارق معلناً انفصال جنوب السودان عن الشمال وسط دموع الحزن لا الفرح ومرارة الفراق. نأمل نحن السودانيين أن يكون السودان بعد الانفصال روحاً واحدة في جسدين وأن تعمل جوبا والخرطوم التي أوفت بما وعدت، على تمتين علاقات حسن الجوار لعل وعسى أن تعود اللحمة الى ما كانت عليه، فالسودان وجنوبه دولتان ما يجمع بينهما أكثر مما يفرق.

jaafar438@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر