أبواب

عودة مهرجان جرش

علي العامري

ثمة مهرجانات في الوطن العربي أصبحت تمثل بصمة في عالم الثقافة والفنون والبهجة، والاطلاع على ثقافات وفنون الشعوب في موقع واحد، من بينها مهرجان جرش، الذي تم تغييبه ثلاث سنوات عجاف، في حين لم تتوقف الأصوات من داخل الأردن وخارجه، التي نادت بإعادته، لما يمثله في وجدان كثيرين، ولكونه علامة مضيئة في عالم المهرجانات.

وكثرت التساؤلات، آنذاك، حول دوافع إلغاء المهرجان، ولماذا البحث عن بديل لمهرجان ناجح بامتياز، استقطب عدداً كبيراً من الشعراء والفنانين والفرق الشعبية والموسيقية والمعارض التراثية، مثلما أطلق نجومية فنانين، كانوا قبل مشاركتهم في المهرجان في الظل، ومن بينهم أسماء لامعة الآن في عالم الفن، وكان الغناء في المسرح الجنوبي حلماً لكثيرين.

المهرجان الذي غاب ثلاث سنوات، كان موسم فرح صيفي للعائلات والزائرين العرب والأجانب، وكان يمثل إحدى صور الأردن، ومدينة جرش الأثرية، التي تحتضن المهرجان في الهواء الطلق، على مسارحها ومدرجاتها القديمة وفي شارع الأعمدة.

موسم الفرح الذي غاب، كان ملتقى ثقافياً وفنياً، شهد حفلات غنائية لنجوم، منهم فيروز وصباح فخري ومارسيل خليفة وملحم بركات وماجدة الرومي وجوليا بطرس وأحلام ومحمد عبده، كما شهد أمسيات لشعراء كبار، من بينهم محمود درويش وأدونيس وعبدالله البردوني، وشاركت فرق من مختلف دول العالم في فعالياته.

إنه المهرجان الذي أصبحت عودته مطلباً شعبياً، والذي أعطاه كثيرون، من أبرزهم المدير التنفيذي للمهرجان أكرم مصاروة. وبعد توقفه، ها هو يعود في دورته الـ،26 في الفترة من 20 حتى 30 يوليو الجاري، بمشاركة نجوم وفرق من دول عربية وأجنبية وشعراء وموسيقيين. وهو يعود في ظل ربيع الثورات العربية، إذ من المتوقع أن يستعيد بريقه سريعا، ويستقطب زوّاراً من مختلف الدول، خصوصاً العربية، في موسم الإجازات الصيفية.

مهرجان جرش للثقافة والفنون، بدأ بتنظيم من جامعة اليرموك، مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ثم تبنته وزارة الثقافة بوصفه مهرجاناً رسمياً، إلى أن توقف عام ،2008 ليقام محله «مهرجان الأردن»، الذي لم يتمكن من تحقيق النجاح، خصوصاً أنه أقيم في الصيف، في حين كان مهرجان جرش مرسخاً، وحقق حضوراً لا يضاهيه أي مهرجان آخر في الأردن، لذلك لم يتمكن المهرجان البديل من تخطي هالة مهرجان جرش، كما واجه قرار إلغاء المهرجان الأكثر عراقة موجة كبيرة من الانتقادات.

الدورة الجديدة للمهرجان تأتي أيضاً، في ظل تعيين وزير جديد للثقافة هو الشاعر جريس سماوي، الذي لديه طموح بنهضة ثقافية متقدمة، كما كان له دور بارز في مهرجان جرش ومهرجان الفحيص وغيرهما، خلال السنوات الماضية. وتشهد الساحة الثقافية والفنية في الأردن حراكاً متميزاً، عبر كثير من المعارض التشكيلية وحركة نشر الكتب وإقامة ملتقى عمان التشكيلي وملتقيات ثقافية عدة، تأتي عودة مهرجان جرش استكمالاً بدور ثقافي يزداد فاعلية.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر