أقول لكم

محمد يوسف

الكبار أيضاً يسقطون، مثلهم مثل الصغار، ولو كان الكبير مرشحاً لرئاسة فرنسا ويشغل منصباً دولياً رفيعاً جداً، وهو منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي.

دومينيك ستروس كان، ذهب في خبر كان بين ليلة وضحاها ، فجأة وجد نفسه متهماً بالتحرش ومحاولة الاغتصاب، عاملة تنظيف هي التي اشتكته، والفندق الكبير قدم البلاغ، والرجل المحترم تقتاده الشرطة والأصفاد في يديه، وكاد يسجن، ولكنه يخرج بكفالة قدرها ستة ملايين دولار، وجهاز تعقب يحرسه حتى لا يهرب، إنه مجرم، وقد كان هذا الكان ينوي الترشح للرئاسة الفرنسية، والآمال كانت معقودة عليه، ولكنه أصبح مجرماً، هناك من يقول إنه مجرم، وترسل إليه ورقة ليكتب عليها استقالته من ذلك الصندوق الدولي الذي يحكم قبضته على رقاب فقراء العالم، مديره العام الآن بحاجة إلى من يفك رقبته من جرم لم يثبت عليه بعد، وزملاؤه في الحزب الفرنسي يقيلونه وهو محجوز هناك في نيويورك، يجردونه من حقه في إثبات براءته، تعاملوا معه جميعاً بعكس القاعدة القانونية الشهيرة، فأصبح ستروس كان «مداناً» حتى تثبت براءته، وتحرك خصومه في فرنسا، رشحوا بديلاً عنه لإدارة الصندوق، وهو قابع في مسكنه تحت حراسة جهاز المراقبة والتعقب، وتفوز وزيرة المالية بمنصبه، وبعد يومين فقط تتغير الأحوال، تصبح قضية دومينيك ستروس كان محل شك، يقال إن رواية مغلوطة أدلت بها المرأة التي اتهمته، فتسقط الكفالة المالية الباهظة بكل بساطة، ويُزال جهاز المراقبة، ويذهب الرجل بضمان محل إقامته، بعد يومين من حسم موضوع إدارة الصندوق الدولي يحدث ذلك، وليس مستبعداً أن يعلن خلال فترة وجيزة تقديم موعد المحاكمة وإسقاط كل التهم الموجهة إلى الرجل الذي كان قبل أشهر عدة كبيراً ومديراً لأهم صندوق نقد على وجه الأرض، وأيضاً مرشحاً لمنافسة ساركوزي على مقعد الرئاسة الفرنسية، لقد كان كبيراً، والكبار أيضاً يسقطون.

 

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر