أقول لكم

محمد يوسف

تستحق البشرية أن تندرج مدينة العين على قائمة التراث العالمي، وتستحق العين أن تكافأ على انفرادها وتميزها اللذين لا يقارنان.

كم تفاخر زايد - طيب الله ثراه - بهذه الواحة الجميلة التي ارتبط بها وارتبطت به، فوضعها تحت بصره وفي قلبه، يراقبها وهي تنمو، ويمنع عنها الاغتراب في مجاهل التطور، وأشرف عليها وهي تنتقل إلى العالم الجديد دون أن يمس أساسها، وجعلها حديقة غناء، يفرح بها وتفرح به، ويد خليفة - حفظه الله - مازالت تتبنى تلك الرؤية لمدينته التي يعرف كل تفاصيلها، يبني ويعمر ويطور ويؤسس لمكانة خاصة، ويحافظ على التفاصيل، عبق التاريخ وذكريات الأيام التي خلت، واحتضنها محمد - رعاه الله- بمشروعات صيانة تراثها بجهود هيئة الثقافة والتراث، فاكتملت الصورة، وتكاملت المدينة العصرية مع ماضيها، وانبهر كل زائر إليها بما تحويه من تنوع يتداخل مع جميع المتطلبات، وهذا ما جعل الـ«يونيسكو» تدرجها قبل أيام ضمن قائمة التراث العالمي للبشرية، وهي، أي العين، تفتح صفحة جديدة من صفحات الإنجاز لدولتنا، فهي الموقع الأول الذي يمثل هذه المكانة في الدولة.

أذكر زيارة قام بها وفد صحافي إلى مدينة العين في بداية ثمانينات القرن الماضي، أي قبل ثلاثة عقود بالتحديد، وبعد أن طفنا المدينة كلها التفت أحد الزوار متسائلاً عن مدينة العين، فقال أين هي؟ ولا أخفي عليكم أنني أحسست بحرج كبير، لأنني كنت دليلهم، لإقامتي في المدينة في ذلك الوقت، وأسفت على الجهد الذي بذلته طوال ساعات، لكن ضيفنا أراحني قليلاً بابتسامته، ثم أطلق مقولة اشتهرت في ما بعد، فقال «رأينا حديقة مفتوحة فيها أحياء سكنية، وجامعة، ومدارس، وبنايات، هذه ليست مدينة بالمفهوم الذي نعرفه، إنها شيء مختلف»، واختصرت تلك الكلمات لتكون العين «مدينة في حديقة»، فهنيئاً لنا وللبشرية انضمام العين إلى قائمة التراث العالمي، لأنها تستحق ذلك، وشكراً لكل من قدموها إلى العالم.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر