أقول لكم

محمد يوسف

قاتمة، مشوشة، محبطة، متشائمة، النظرة العامة لأوضاع الأمة والمنطقة هل هي سوداوية إلى هذه الدرجة؟

نحن صناع الأحداث، العالم هادئ ومستقر، ونحن نغلي، كأننا نقف على فوهة بركان، حمم تتطاير في كل مكان، ربيعنا يتحول إلى مذابح ومجازر، وصيفنا يبشر بمزيد من الدماء بدل الرطب والاسترخاء، ورمضان على الأبواب، بقي شهر واحد على شهر العبادة والاستغفار والطاعات، ونحن لا نعرف إلى أين سنذهب، واليوم الجمعة، وبالأمس كانت ذكرى الإسراء والمعراج، ذلك اليوم العظيم في تاريخ البشرية، عندما ضاقت الدنيا بسيد البشرية، كانت رحلته من الأرض الطاهرة إلى الأرض المباركة، وفتحت السماء للمصطفى، وهناك وجد الأمان والاطمئنان، وعاد متسلحاً بإرادة الخالق عز وجل، وصغرت أمامه كبائر المشركين ودسائسهم، طريق النور أضاء درب الرسالة، وقويت عزيمة الأصحاب المؤمنين، وارتفعت رايات الحق، وانتصر العدل.

نحن نخوض أحداثاً، نارها نحن، وحطبها نحن، وضحاياها نحن، تسيل دماؤنا بيننا، ونموت بأيدينا، ونهلل فرحاً لموتنا ونزفنا، وكلنا نشهد لدين واحد ورسول واحد، وكلنا نسعى إلى هدف واحد ومستقبل واحد، ويستبيح بعضنا بعضاً، هذا ليس ربيعاً، كذبوا علينا، فالربيع رمز اخضرار الأشجار وتفتح الأزهار، ونحن نطفئ الحياة ونقتلع الصفاء، ونصنع أحقاداً تلو أحقاد، أعفينا أنفسنا من التسامح، لم نتعلم من سادتنا وحاملي راياتنا، لم نأخذ من محمد صلوات الله وسلامه عليه الحسن من القول والفعل، غرتنا انتصارات وهمية حتى سقطنا في الوحل، وصرنا صيداً سهلاً، لرصاصنا وقذائف مدافعنا، ومخططات أعدائنا، صرنا نلعب بأنفسنا قبل أن يتلاعب بنا غيرنا، وصدقنا أن الموت والحقد والكراهية ستوصلنا إلى ربيع مثمر.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر