أقول لكم

محمد يوسف

هي ميزة نتميز بها، ميزة حسنة، والميزات الحسنة تحسب من النعم التي حبانا بها رب العالمين، وقد تعودنا عليها، ونحن نكتب عن قضية أو نتساءل عن أمر ما دائماً يكون لدينا اقتناع بأن القرار الحاسم آتٍ.

عند غيرنا المعادلة مقلوبة، ولا يتعلمون منها أبداً، فالوعود عندهم هي الأساس، أما الحلول فإنها قد تأتي ذات يوم وقد لا تأتي أبداً، فالأيام كفيلة بها، والنسيان سيد الموقف، فما هو ملحّ وضروري يصبح شيئاً عادياً مع مرور الوقت والتعود، ولهذا كان الخلل في العلاقة التي تربط الأنظمة التي لا تفي بوعودها مع شعوبها، وهنا يحدث العكس، هنا لا نسمع وعوداً تذروها الرياح، لم تتبع قيادتنا في يوم من الأيام أسلوب استغلال احتياجات الناس وضرورياتهم لتحقيق مكاسب، ولا تخدر الشعب بأحلام وأوهام، بل تحسم كل مشكلة قد تظهر، ودون حملات دعائية تتخذ قرارات تنهي أزمة، تماماً كما حدث في اجتماع مجلس الوزراء يوم أول من أمس، ثلاثة مليارات درهم زيادة في رأسمال مؤسسة الإمارات للبترول، إنه الحل الجذري لأزمة الوقود، والنهاية المتوقعة لخلل استمر بضعة أسابيع، لم يخرج علينا من يعد ولا يفي، ولم يستغل الوضع من يبحث عن دور، نحن نثق بالذين حملوا الأمانة، دورهم راسخ وثابت، وفي الاجتماع نفسه كان سد النقص في ميزانية الأدوية بوزارة الصحة، ما عادت هناك حجة أمام أحد، أما مقاعد الدراسة الجامعية فلم يترك المجال لأي استنتاجات مستقبلية، رصدت المبالغ لاستيعاب كل الخريجين في جامعات وكليات الدولة في اليوم التالي لإعلان نتيجة الثانوية العامة، وقبل أن يتقدم أحد بأوراقه انتظاراً للقبول أو عدمه.

الحلول هي التي تتكلم، لغتنا مفهومة، لا نستخدم عبارات وهمية أو ألفاظاً تخديرية، ولا نطلق وعوداً في الهواء، ولا ننتظر استفحال الأزمات، وهي ميزة تميزنا بها بفضل النعمة التي حبانا الله بها.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر