أقول لكم

محمد يوسف

صدم كثير من الأسر بمحتويات هواتف الأبناء والبنات، وبما سمعته عن المجموعات المتكونة في المدارس أو الأحياء، أسماء غير طبيعية تطلق على الأولاد، وانتشار جنوني لفن « الراب »، واستخدام لا تحكمه أي اعتبارات للألفاظ، وعندما يناقش الشاب يقول « شوفيها »؟!

أغنية يقول فيها كل شخص ما يريد، يركب الكلمات، ويرددها بطريقة تعجب الآخرين من الجيل نفسه، ويتناقلها نظام اتصالات هو الأرقى والأفضل والأسرع في العالم، وعبر أجهزة تتوافر للأطفال قبل الكبار، ومنها - من تلك الأجهزة - يمكن الحصول على المؤثرات الصوتية والبصرية، وتقول بعض الأمهات إن أبناءهن ينتجون أفلاماً ويتبادلونها مع أصدقائهم، وهي توحي عند النظرة الأولى بأنها بريئة ومعبرة وفيها إبداع، ولكن بالتدقيق نجد انحداراً نحو الهاوية أخلاقياً وثقافياً، فتلك الأعمال تتضمن كلمات خادشة للحياء، وعبارات يعاقب عليها القانون، ومع ذلك نجد أن أولياء الأمور يضحكون سعداء بإمكانات أبنائهم الفنية ويتقبلون أن تسمع بناتهم ما يفترض أنه عيب، وهذا هو المجهول الذي تحدثت عنه يوم أمس، وهو ما يجب أن نتصدى له جميعاً، بيت ومدرسة وإعلام ومؤسسات مجتمع مدني، كل في مجاله، يوضح ويفسر ويشرح، وينبه أيضاً إلى المخاطر، فالأجهزة والوسائل المتاحة مفيدة من حيث العلم والثقافة ومواكبة العصر، ولكنها ليست مجموعة أزرار سهلة وطيعة يباح لها أن تنقل أي شيء، هي يمكن أن تكون لعبة قاتلة في لحظة، ومدمرة في لحظات أخرى، عندما يساء استخدامها تكون كذلك، وعندما لا يعرف ابن الثانية عشرة أن له حدوداً يجب ألا يتجاوزها ستكون كذلك، وكم قادت الاستخدامات السيئة للوسائل الحديثة الأطفال والشباب إلى المجهول الذي لا يتمناه أحد لأبنائه.

الجهات المعنية لابد أن تصل إلى الأبناء في مدارسهم، وولي الأمر العارف والمختص لا يضره أن يقدم محاضرة في فصل ابنه، ووسيلة الإعلام لديها الوقت الفائض لتقدم نصائح وتوصل معلومات حول المباح وغير المباح في « الراب » و« البلاك بيري » والكمبيوتر، وجمعيات النفع العام قادرة على التوجيه، يجب أن نذهب إلى الأبناء لأنهم يعيشون في واقع افتراضي يصطدم بالواقع الحقيقي، ومن حقهم أن يعرفوا الفرق بين الاثنين.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر