أقول لكم

محمد يوسف

واجهت سيلاً من ردات الفعل يوم أمس، وتضاربت الآراء، هذه من عاداتنا التي لا نقبل التخلص منها، وإن كانت سيئة، الجدل ثم الجدل، وفي النهاية، لابد من «صنم» نرجمه بالحجارة، أي طرف نلقي عليه باللوم وتنتهي الحكاية، وللأسف هذا فهم خاطئ للأمور، فما قصدت عندما ذكرت «دنجور» أن أدينه أو حتى أوبخه، بالعكس كنت متعاطفاً معه في بعض الجوانب، لولا انحرافه إلى ذلك المنزلق الخطير، ومعه «غريدر» والأربعة الذين كانوا يملكون فرص إظهار مواهبهم في مكان غير المكان وفي وقت مناسب، ولكنهم نسوا أن إزعاج الناس بأشكالهم وملابسهم وأسلحتهم المزيفة قد يقودهم إلى تحمل وزر العمل الطائش، أما حديثي عن الثقافة المدرسية فقد تقبلها كثيرون، وحركت مشاعر آخرين، ربما من أهل الميدان التربوي الذين يخافون من اللوم والعتاب، فهؤلاء أطلقوا سهامهم نحو الأسرة، الأب والأم وبقية الأهل، وتساءلوا لماذا لا يوضحون لأبنائهم حقوقهم والتزاماتهم تجاه بلادهم ومجتمعهم، وتجاه جيرانهم وزملاء دراستهم، فالأسرة هي الأساس كما قالوا، وهذا ما نؤيدهم فيه، لأننا نعلم أن البيت أولاً وأخيراً هو الذي يوجه ويحصن، ولكن البيت لا يحوي الفقهاء والخبراء والعلماء وأصحاب الدراية والتخصص، البيت يعطي مؤشرات البداية ثم يراقب ويتابع ويحاول تدارك أي انحراف، أما المدرسة فهي شمولية التوجيه والإقناع والتوضيح وإيصال المعلومات، وعندما قلت يوم أمس، إنني لا أتحدث عن المناهج، بل عن الثقافة التكميلية، قصدت تلك الثقافة التي يمكن أن نغلف بها هذا «العود الطري»، الشاب والشابة، وقبلهم الطفل والطفلة، طوال سنين الدراسة التي يتنقلون فيها من مرحلة إلى مرحلة، ومن درجة استيعاب إلى أخرى، ومن استخدام وسائل وألعاب داخل غرفهم، ومع قلة من رفاقهم في الفصل إلى انفتاح على عوالم أوسع وأشمل وأكثر إغراء وسيطرة، وما يتبع كل ذلك من انزلاق، أو لنقل اندفاع نحو المجهول، وهنا بيت القصيد، إنه المجهول الذي يجب أن يوضح ويفسر ويشرح برحابة صدر من الذين يعلمون إلى الذين لا يعلمون.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر