أقول لكم

محمد يوسف

قد يكون «دنجور» ضحية لانفلاته عبر تلك الوسائط التي تسمى افتراضية، أغرته كل الوسائل السهلة، ونسي واقعه، وسقط في فخ الخلط بين الحقيقة والخيال، ووقع في مأزق.

بلا شك أن الجهل بالقانون وغياب الثقافة التكميلية المبسطة في المدارس حول المباح وغير المباح، وحدود الحريات الشخصية وحقوق المجتمع والآخرين، والفرق ما بين التسلية والإيحاء بالضرر، أو الترويع بقصد الضحك وقضاء أوقات الفراغ، كل تلك العوامل منفردة أو مجتمعة ربما تكون سبباً في بروز ظواهر «دنجور» و«غريدر» والعشرات غيرهما، وحتى تمثيلية الأشخاص الأربعة على سطح إحدى الفلل نأخذها من الجانب الشخصي، من قناعتنا، هذا صوّر نفسه بطلاً وزعيماً وهمياً لا يقدر عليه أحد من أقرانه، يتحداهم، ويذكر بعضهم بالاسم، ويغني، قال له أحدهم إن صوته جميل بفن «الراب» فغنى، ومع الأغنية انحرف قولاً وفعلاً، وتمادى كثيراً، معتقداً أنه لا يخالف شيئاً ولا يؤذي أحداً، ومنه إلى الآخرين الذين يحبون مثل هذه الألاعيب الجديدة ستنتقل إبداعاته، هو يعتقد أنه مبدع، وستصله رسائل الإشادة والإعجاب، وربما كان يطمح إلى أن يكون فناناً، يتهافت عليه المعجبون، فذهب إلى حيث لا يرغب أو يتمنى، وكأني به لايزال مستغرباً من ردة الفعل، فهو لم يفعل شيئاً كما يظن، ولكن المجتمع والمؤسسات المعنية في الدولة لها رأي آخر، رأي يقوم على القواعد التي تحفظ الأمان والاطمئنان والسلامة والتعايش والثقة، وهذه قد مسته ومست أولئك الذين مثـّلوا فاصلاً قتالياً لأنفسهم وسط منطقة سكنية، لم يراعوا الخطوط الرفيعة التي تحكم التصرفات الفردية، والتي إن كانت لا ترى بالعين أو تحس، فهي تحدد مجموعة من الالتزامات والحقوق، وهنا أعود إلى «ثقافة المدارس» ولا أقول المناهج، وهي ثقافة تكميلية تصل إلى الطلاب عبر البرامج الحرة خلال حياتهم الدراسية التي تصل إلى 12 سنة، وكما يتطور العلم، وتدخل حياتنا وسائل غير معروفة ولها تبعات إيجابية وسلبية، لابد أن تتطور مدارسنا وتكون أيضاً وسيلة حماية، ومصدات تثقيفية لأبنائنا وأبناء المقيمين على أرضنا، وأن نقول لهم أين يجب أن يقفوا عند لعبهم، ومتى يتراجعون عن المساس بغيرهم.. وغداً نكمل بإذن الله.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر