أبواب

فكاهات كوكبية

خليل قنديل

كلما تعمقت التكنولوجيا الخاصة بثورة الاتصالات، وأفرزت انزياحاتها الخاصة في ما تم الاصطلاح على تسميته بالعالم الافتراضي، نكون قد ذهبنا كعادتنا في النأي الأكيد عن المشكلات الأكيدة في تقلبات كوكبنا الأرضي، ذلك أن إنجازنا التكنولوجي الخاص بثقافة الصورة سرعان ما يتحول الى حالة انخراطية كاملة الدسم في إشكالياتنا الحياتية على جميع الصعد، وبالتالي يتحول الى دهشة أو فرحة تشبه تماماً تلك الدهشة التي يصاب بها الطفل حال حصوله على لعبة ذات إمكانات جديدة.

إن كوكبنا أعطانا منذ تشكله الأول العديد من الإشارات التي كان ثمنها يُشبه الانقراضات المتتالية للنوع الإنساني اعتباراً من تشكل الإنسان الأول «منتصب القامة» في إفريقيا، ومروراً بتوزعه في هجرات متلاحقة الى بقية بقاع الأرض، وانتهاء بالهزات الأرضية المتلاحقة والتسونامي المتجدد في قيعان المحيطات بفعل الزلازل، وتجدد النشاطات البركانية في أكثر من منطقة أرضية، والرماد الذي تخلفه مثل هذه البراكين إلى درجة تعطيل الرحلات الجوية في قارة كاملة.

إنّ إنساننا الأرضي المعاصر لا يتابع مثل هذه الإشارت بجدية، بل يظل سادراً في غيه الأرضي باحثاً عن الحروب والاحتلالات المتتالية، متناسياً الكوارث التي تتستر عليها أُمنا الأرض في ولائها الأبدي للمنظومة الكوكبية التي تدور في فلكها. ويمكن الجزم بأن بعض كوارثنا الأرضية القادمة تحمل طعماً فكاهياً، خصوصاً عندما نرى تأثيرها المباشر في حياتنا اليومية.

الأخبار الفلكية الجديدة الخاصة بأمنا الأرض تقول إن كوكبنا يستعد لمواجهة خطر عاصفة مغناطيسية شمسية مقبلة. وفي إيضاح معنى الخبر تشير الأبحاث الفلكية إلى أنه في شهر سبتمبر عام 1859 تعرضت الأرض لعاصفة مغناطيسية مكونة من سيل من البروتونات وصفت حينها بأنها «عاصفة القرن»، فقد تعطلت إثر ذلك أجهزة الاتصالات.

ويشير بعض المهتمين من العلماء إلى إمكانية تعرض الأرض للعاصفة المغناطيسية ذاتها، خصوصاً أننا مقبلون على دورة مغناطيسية شمسية قوية نهاية العام المقبل .2012 وهذا يعني بالطبع تعرض عالمنا القائم على الاتصالات والعالم الافتراضي للتعطل الكامل حال حدوث مثل هذه العاصفة، وهنا تكمن الكارثة الكوكبية التي لن تخلو من الفكاهة التي سنكون على موعد معها. وفي الأغلب وكعادة الإنسان عند كل حادثة كوكبية سيقف وقفته البلهاء التي ستنقذه من انخراطه الأرضي كي يواجه قدر وجوده بجدية عالية.

khaleilq@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر