أقول لكم

محمد يوسف

نريد أن نعرف ما هو الموضوع، من حقنا ذلك، ومن الواجب على من يملكون الإجابة أن يوصلوها إلينا، المسألة ليست مرتبطة بـ«سوبر ماركت» أغلق أبوابه نتيجة قلة زبائن أو إمكانات، وهي أيضاً لا تتعلق بتجارة أو صناعة أو أي شيء يهم بعض الأشخاص، وتلك حالات قد يُقال إنها فردية، ولكن قضيتنا وحالتنا هذه تهم الجميع، كل من يدخل بسيارة إلى الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، ومعهم بالتأكيد من يعيشون هناك، كما تهم الصيادين الذين يعجزون عن تحريك سفنهم وزوارقهم من دون وقود، هي قضية وقود، ولها شهر تقريباً، تحدثت الأنباء عن نقص، ثم عن صيانة، ثم عن توقف شامل لمحطات كثيرة، وبعدها حدث ازدحام على من استمر يعمل، وتكدست الطوابير، وتناقلت وسائل الشائعات كل شيء، ما يُقال وما لا يُقال، وصار «البلاك بيري» يحلل ويفسر، ويعطي من الأسباب ما يحلو له، ويستنتج على مزاجه ومزاج من يضغط على أزراره، والرأي الرسمي غائب، والناس يبحثون عن الأسباب، وعندما يفشلون تصبح «ربما»، و«يمكن»، أو «قد» هي الحكم، وجميعنا نعلم كم حجم السلبية التي قد تولدها أحكام من يجهلون الحقائق، تلك الحقائق التي غابت من دون مبرر، وأحدثت خللاً واضحاً يبعث برسالة غير مطلوبة في هذا الوقت بالتحديد.

مهما كانت الأسباب ستكون مقبولة، فكل عمل معرّض للتوقف أو التأثر نتيجة ظروف أو عوامل خارجة عن الإرادة، وكان يمكن أن تخرج علينا الجهات المعنية لتضع النقاط على الحروف، بدلاً من ترك وكالات الأنباء الأجنبية تخوض وتناقش وتطلق الأحكام بناءً على أغراضها، أو ما توافر لديها من معلومات، وإن كانت مغلوطة، والسبب هو غياب الحقيقة، والحقيقة عندما تغيب تؤذي، خصوصاً لبلاد مثل بلادنا، بلاد تتزين بشفافيتها على كل المستويات، ونتفاخر بها جميعاً في كل المناسبات، فلماذا كان الصمت؟ ولماذا منعت حقيقة الوضع عن الناس؟ ولماذا تركنا مسألة بسيطة مثل نقص وقود السيارات لدى بعض محطات التزويد تتحول إلى قضية بهذا الحجم؟

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر