أقول لكم

محمد يوسف

ديمقراطية الجمود هي ديمقراطية الكويت، هذه هي الرسالة التي يبعث بها النواب هناك إلى شعبهم الذي اختارهم ممثلين له، فإذا بهم لا يمثلون غير أنفسهم وانتماءاتهم، أياً كان شكلها أو لونها، وقد تمثلت تلك الصورة الكريهة لتدرج السلطات واستقلاليتها في جلسة يوم أول من أمس، عندما خرج رئيس مجلس الوزراء من الاستجواب الذي جمد كل شيء فترة طويلة منتصراً، فسقط اقتراح « عدم التعاون » المقدم ضده بهزيمة تستحق أن يلتفت إليها، لكن الذين استثمروا الحق والدستور والقانون في ترسيخ السلبيات لم يطب لهم أن تعود الأمور إلى طبيعتها، وقدموا استجواباً جديداً سيُطرح في الدورة التالية لمجلس الأمة، وهذا يعني أن يستمر التنافر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأن يتسيد الابتزاز السياسي الساحة طوال أشهر الصيف وإجازة المجلس، وأن يكون الجمود مستمراً لهذا البلد فترة جديدة مقبلة، رغم أن كل من يعرفون السياسة وفنونها، وأيضاً آلاعيبها، يرون أن فشل طرح الثقة أو عدم التعاون، يعني أن الأغلبية البرلمانية ترى أن الحكومة الكويتية متعاونة وجديرة بالثقة، وأنها، أي الحكومة، تملك أغلبية مؤيدة، وهذا يعني أن أي استجواب قادم سيلاقي المصير نفسه، وبالمعنى السياسي البحت، يتبين للجميع أن هناك فئات نيابية للأسف مستفيدة من حالة الجمود التي تعيشها بلادها، وهنا يتكرر التساؤل الذي طالما برز خلال الأزمات المشابهة وهو: لمصلحة من تعود الكويت إلى الوراء؟!

سمعنا وقرأنا عن تجارب العالم الديمقراطية، واطلعنا على المراحل التي مرت بها التجارب النيابية، لكننا لم نرَ مثل تجربة الكويت، حتى في الدول التي كانت تنتخب برلمانات سلطوية مزورة، وكذلك البرلمانات الفاسدة والنواب الذين باعوا مواقفهم وضمائرهم، فهذه المرة الأولى التي نرى ونسمع فيها عن برلمان يشل وطنه، ونواب يضرون الذين صوتوا لهم، إنه اختراع عربي خليجي كويتي للديمقراطية القاتلة!!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر