5 دقائق

ناشطة «ليلام»

ميره القاسم

رغم أن سياسات غالبية الدول العربية بدأت تتشكل وترتسم من جديدأ بفعل إرادة الشعوب، إلا أننا أصبحنا نلحظ في الفترة الماضية أن أعداد الناشطين والناشطات «في الهواء الطلق» بدأت تتزايد من يوم لآخر، والمتابع لما يطرح في الإعلام يلاحظ أن «محبي الشهرة والألقاب» دائما ما تسبق أسماؤهم عند التعريف بهم في وسائل الإعلام بلفظ «ناشط».

فقد ظهرت لدينا بالطبع أنواع متعددة من النشطاء، منهم الصادق ومنهم المزيف، حتى أن تلك الأوصاف أصبحت مستهلكة لأن الغالبية بدأت تصبغ بها أسماءها دون نشاط واضح، حتى أن الأمر وصل بأصحاب الهلوسات «الإنترنتية» والآراء الشخصية التافهة ليطلقوا على أنفسهم نشطاء، بالطبع لا يمكن إنكار أن هناك قلة من النشطاء الحقيقيين في مجتمعاتهم لكن أعمالهم هي المتحدث الرسمي باسمهم دون اللجوء لطرح الآراء الشاذة لكسب الشهرة.

تابعت كغيري قبل أسابيع ما طرحته إحدى السيدات من دولة خليجية التي وصفت نفسها بـ«ناشطة» في مقطع فيديو على الـ«يوتيوب»، تطالب بكل جرأة بإعادة قانون الاستعباد وسن قانون لشراء الجواري من قبل المقتدرين ماديا لحماية الرجال من الفساد والزنا، وهكذا تحمي بنات الشيشان من أن يسلكن طريق الحرام على حد وصفها!

الناشطة الخليجية تطالب بمنتهى البساطة بأن يبيع «أهل الشيشان» مثلا بناتهم للتجار من خلال استحداث مكاتب للجواري على غرار مكاتب الخدم، وحاولت جاهدة الخوض في مسألة التحليل والتحريم الشرعي لذلك، واستشهدت بالتاريخ الإسلامي وهارون الرشيد وجواريه.

لم تكتفِ الناشطة بما ذكرته، بل إن هرمون النشاط زاد لديها، فصرّحت بأن المرأة المتزوجة ليس من حقها شراء عبد، ولكن يجوز لغير المتزوجة أو المطلقة أو العانس أن تشتري عبدًا وتتزوجه شرط أن يدفع لها مهرًا، وبذلك نحل مشكلة العنوسة ـ كما تعتقد ـ أما زواجها من العبد فسيجعلها تعيش حياة هانئة فهو سيعاملها معاملة العبد للسيد ـ ويا سيدي ـ ! لكن ناشطة بيع الجواري تستحق بجدارة لقب «ناشطة ليلام»، هل تذكرون «الليلام» ذلك البائع الباكستاني المتجول حاملا بقشته على كتفه وتحتوي على كل ما يلزم الأسرة من بضائع رثة؟ ـ لا علينا ـ فبعد مشاهدتي لمقاطع فيديو متعددة لها تحدثت في أحدها عن الغبار والأحوال الجوية واستخدام منطاد للمراقبة، وطرحت أيضا فكرة وشم الأشخاص حتى تمنع دخولهم للبلاد متجاهلة بذلك كل الأنظمة المتطورة في إدارة الجوازات، حقيقة أعترف بها بعد مشاهداتي هلوسات الناشطة «النتية» تتمثل في إعجابي بجرأتها في طرح موضوعات سخيفة دون تفكير في النتائج، ولا أدري لماذا يبخل المقربون منها في نصحها دون تجريح ومحاولة توجيهها لاستغلال شجاعتها في مواجهة الكاميرا والمجتمع بأفكار يقبلها الدين والعقل والواقع؟! بقي لي أن أهمس في أذن الناشطة المثيرة للجدل بأن «باب النجار مخلّع»، لذا أرجو أن تبدئي بنفسك أولا حينما تهمين بتقديم نصائحك للبدينات كي يتمتعن بجسم صحي ورشيق.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر