في الحدث

لا للخلافات الفلسطينية

جعفر محمد أحمد

الإعلان عن تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً في القاهرة اليوم (الثلاثاء) بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، للإعلان عن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ينذر بوأد اتفاق المصالحة الذي وقعته حركتا «فتح» و«حماس» في القاهرة في الرابع من شهر مايو الماضي، الذي أنهى أربع سنوات من الانقسام والقطيعة بين الجانبين، وقضى بتشكيل حكومة من شخصيات مستقلة، بالتوافق بين الفصائل الفلسطينية، لتولي إدارة الشؤون الداخلية الفلسطينية، والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية بعد عام. هذا الاتفاق الذي قوبل بفرحة عارمة، فلسطينياً وعربياً ودولياً، إلا من قبل إسرائيل التي ثارت غضباً، وتوعدت، ونفّذت تهديداتها فعلياً بوقف تحويل الأموال إلى السلطة، في تعدٍ على الحقوق الفلسطينية، وانتهاك خطير للترتيبات الجارية بين الجانبين، يترنح الآن، ويصطدم بعقبات للأسف من الجانب الفلسطيني.

انتقاد أبرز قادة «حماس» في غزة محمود الزهار، في مقابلة نشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية، أخيراً، تصريحات خالد مشعل حول «إعطاء مهلة» للمفاوضات مع إسرائيل من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، ورد قيادة الحركة في دمشق بحزم على الزهار، معتبرة تصريحاته لا تعبر عن موقف الحركة ومؤسساتها، وتمثل خرقاً للتقاليد التنظيمية المعمول بها، كان خطأ أفسح المجال للتشويش والشكوك، وعلى الرغم من أن الأخير أخذ على رئيس الحركة وقائدها عدم استشارة أحد، فإن التلاسن المفاجئ كان بمثابة الشرارة والانذار بوجود خلاف مبطن، ظهر في تبادل علني نادر للانتقادات بين قادة «حماس» التي تُعرف بانضباط أعضائها، على الرغم من نفي البعض أن يكون هذا التراشق الكلامي انعكاساً لخلافات داخلية، مؤكدين في الوقت نفسه أن الحركة تتمتع بمسؤولية عالية، وأن قرارها واحد وموحد.

الخلاف بين «حماس» داخلياً لا يفسد القضية، لأنه خلاف في الرأي، لكن أن ينتقل ويصبح خلافاً مع «فتح» على ترؤس سلام فياض الحكومة الفلسطينية المقبلة، ويتسبب في تأجيل لقاء عباس ومشعل، وبالتالي المصالحة، فإنه يضر بالجسد الفلسطيني الواحد، وينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها.

إن الاتفاق الفلسطيني على تشكيل الحكومة مهم جداً، ومطلب مُلح في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل التطورات السياسية التي تعصف بالمنطقة، ويجب على الحركتين تنحية الخلافات جانباً، والمضي قدماً في هذه الخطوة كأول بند من بنود تنفيذ اتفاقية المصالحة، استعداداً للمعركة الدبلوماسية في الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل، التي أعلنت القيادة الفلسطينية خوضها للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وهي معركة تتطلب توحيد الصف، وتمهيد أرضية صلبة للانطلاق نحو تحقيق الحلم الفلسطيني.

jaafar438@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر