أقول لكم

محمد يوسف

رأيت الشر في عيونهم غاضبين، وأكاد أسمع صرير أسنانهم، إنهم يكرهونني، لو كان بيدهم لكسروا أصابعي حتى لا أكتب، كلهم أصدقائي، ماذا أفعل؟ أصدقائي من أصحاب المناصب والمسؤوليات، هذا قدري، وهو أيضاً حظي لعاثر الذي أوقعني بينهم عندما كتبت عن «أعداء» التوطين فاعتقد كل واحد منهم أنه أحد الثلاثة الذين ذكرت !

أحدهم اتصل بي هاتفياً، فأطال السلام والسؤال عن الصحة والعيال، وبعدها الأخبار، فعرفت القصد من وراء كل ذلك، وحتى أقطع شكه وظنه وتوجسه بادرته بالمباركة على تعيين ثلاثة مواطنين في الجهة التي يدير، فانشرحت أساريره، سمعت تنهيدة طويلة تخرج من جوفه، وخلفها ضحكة، وبعدها اعتراف، لقد كان واضحاً جداً، قال ألست أنا أحد الثلاثة الذين ذكرت؟ فأجبته بالنفي على الرغم من تأكيده أنه كان ذات يوم يناقش معي ومع فلان وفلان موضوع زيادة عدد المواطنين، واستقطاب الخريجين، ويؤكد أنه كان قلقاً من إشارتي إليه حتى باركت له التعيينات الجديدة، وهو يعلم جيداً أنني أعلم أنه ليس من اتخذ القرار، بل فُرض عليه من رئيس المؤسسة التي يتبعها، ومع ذلك أحس بالارتياح !

أما الآخر فهو شيء آخر، إنه مصرّ على أن المواطن لا يصلح للعمل الجاد، على الرغم من أنه مواطن، وقد تسلم الإدارة وكان هناك قبله جيل من المواطنين، وللأسف تقلص العدد حتى كاد ينقرض المواطن من مؤسسته لينفرد هو، وهو فقط، بتلك الصفة، ربما ليشبع غروره، أو ليحصل على جائزة سمع أنها تمنح لمن يؤدي خدمة جليلة مثل الخدمة التي قدمها، ولولا ما بيننا من «عِشرة» وشيء من الحياء لقلت لكم وللملأ كل ما دار بيننا بعد ذلك وبالأسماء .

وعلى ذكر الأسماء، دعوني أقترح إنشاء جائزة على مستوى الدولة، وأرجو أن يؤخذ اقتراحي بجدية، جائزة تختص بمنح الجهات الأكثر استيعاباً للمواطنين، جوائز عينية في احتفال سنوي ينقل عبر كل وسائل الإعلام، وكذلك جائزة للجهات التي تدرب وتؤهل المواطنين، مع ذكر الجهات الأسوأ، وهذه نقطة مهمة، كما حدث في جائزة التميز للمؤسسات الحكومية، وأعتقد أن نتائج الإعلان فقط عن الجائزة ستكون مذهلة .. وغداً نكمل بإذن الله .

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر