أقول لكم

محمد يوسف

قلت لكم إنها بحاجة إلى من يملك سلطة الأمر والحسم، وبعدها سنكتشف أن القضية مفتعلة، وأننا لا يمكن أن نعاني مشكلة بطالة حقيقية لو حسنت النيات، واهتم كل مسؤول في إدارته بواجباته تجاه وطنه ومواطنيه، ولكن «الطبع غلب التطبع»، وسيطرت نظرة غير سليمة على بعض المسؤولين تجاه إخوانهم وأخواتهم من المواطنين الشباب، وأصبحوا مثل «الببغاوات» يرددون مقولات سمعوها وحفظوها فأساؤوا لأنفسهم ولبلادهم، وقد عجبت في مناسبات كثيرة من بعضهم عندما يذمون المواطن، ويلصقون به صفات سيئة تبدأ بعدم الالتزام وتنتهي بعدم التقدير والاحترام، وأذكر أنني في مرة من المرات، وكنت بين ثلاثة مواطنين بلغوا أعلى المراتب الوظيفية، كدت أنفجر غضباً، فقد كان الثلاثة يتبارون في قذف الشباب والشابات بما يحلو لهم من مساوئ، وبينما هم كذلك نهضت ودرت حولهم، كأنني أتفقدهم واحداً تلو الآخر، فعقدت المفاجأة ألسنتهم، صمتوا، ونظروا إلي متسائلين، فضربت كفاً بكف، ثم قلت لهم «أنتم مواطنون؟»، ولم أتركهم ليجيبوا، بل أكملت «ما شاء الله عليكم، أحدكم رئيس تنفيذي لمؤسسة محترمة جداً، والآخر رئيس قطاع مهم، والثالث مدير يشار إليه بالبنان، وأنتم مواطنون، وكنتم في يوم من الأيام شباباً تخطون خطواتكم الأولى في مجال العمل، وتدرجتم، ثم نُصّبتم في المناصب، وأنتم مواطنون، فلم هذه الصفات المشينة التي تتغنون بها ضد المواطنين؟ أليس ما يعيبهم يعيبكم؟ أم أنكم (فلتات) لا مثيل لكم، وربما عباقرة لم تلد الأمهات غيركم؟»، وقبل أن أبتعد عنهم قلت لهم «زمان، أيام الجيل الأول من الإداريين، كان المواطن يجد الأبواب مشرعة أمامه في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية، وقد استفدتم من ذلك الوضع ومنحتم فرصة أرى أنكم تستكثرونها على مواطنيكم».

أقول لكم، قبل أن يجف حبر مقال الخميس، كان قرار المجلس التنفيذي بأبوظبي يعطينا درساً جديداً في المسؤولية والوطنية ورعاية مصالح المواطنين، ليس فقط بتعيين 6000 مواطن ولكن بإنهاء إجراءات التعيين خلال 90 يوماً حداً أقصى.. وهذا موضوع حديثنا في الغد بإذن الله

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر