أقول لكم

محمد يوسف

شهدنا بعض الظواهر الطبيعية في الآونة الأخيرة، بركان يثور فيحجب نور الشمس، وأرض تدور فيتوارى القمر خلف ظلها، وحرارة في شهر مايو تقارب الـ50 درجة، وباراك أوباما يصرخ في وجوهنا بأن إسرائيل قائمة إلى الأبد.

سبحان الله، يكبر البشر ويستكبرون، ولكنهم يعجزون في لحظة غفلة عن استكشاف أسباب ذلك الكسوف أو الخسوف، وما يرافقه من تقلبات في حالة البحر والرياح ودرجات الحرارة، ويفشلون في وقف إعصار يرصدونه أشهراً عدة، فيجتاح مدنهم وقراهم ويدمر الأخضر واليابس، سبحان الله، يقذف بركان شيلي حممه هناك في أميركا الجنوبية، وتغلق استراليا الواقعة في قاع الأرض مطاراتها، وتختفي مراكز البحث بباحثيها، وتعمى عيون الأقمار الصناعية رغم كل تقنياتها الحديثة، وتتوقف الإجابات عند التمنيات، سبحان الله، قالوا إنهم ذهبوا إلى القمر، والقمر مازال كما هو، رفيق ابن الصحراء، ومؤنس وحشة الساهرين في الليل، يكون هلالاً ثم بدراً ثم يختفي ليعود من جديد، ينير الدروب حيناً، ويتركها حالكة السواد أحياناً، ولكنه يعود من جديد، سبحان الله، والشمس مثله انكشفت أو انخسفت، مازالت تشرق من الشرق، وتغرب في الغرب، هي الأبدية، ولا شيء غير ما تقف خلفه إرادة الله يمكن أن يكون أبدياً، وقد توهم الإسكندر ذات يوم أنه قادر على امتلاك العالم، وبقي العالم وذهب الإسكندر، وفعل مثله هتلر الذي كان يظن أنه يقود شعباً مختاراً، شعباً ينتصر ولا يُهزم، فكانت هزيمته على يد الثلوج في قمة أوروبا الروسية، غاص جنوده الذين كانوا من البشر في الحقول البيضاء ومعهم دباباتهم، سبحان الله، أحدهم يموت من شدة الحر والآخر يموت من قسوة البرد، سبحان الله، هو خيط رفيع يفصل ما بين الأمور، هو الإيمان، والإيمان ما جعلنا نكبر ونكبر مع اختفاء القمر خلف تلك الغمامة السوداء مساء الأول من أمس، والإيمان بأن فلسطين أرضنا وبها مقدساتنا يجعلنا على يقين بأنها عائدة إلينا كما عاد القمر.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر