أقول لكم

محمد يوسف

هناك حالات لا يمكن تبريرها، أسباب الدنيا كلها لا تقنعنا، لأنها لا تعكس الحقيقة والواقع والمعقول والطبيعي.

نقص الدواء حالة من تلك الحالات، وقد قرأت عنها خبراً مقتضباً خلال سفري، ولا أريد أن أعرف التفاصيل، تعرفون لماذا؟ بلا شك أنتم تعرفون، لأنكم تساءلتم كما تساءلت، وهززتم رؤوسكم كما هززت رأسي، وقلتم «لا حول ولا قوة إلا بالله» كما قلت، هذا شيء بدهي، أن نشعر بهذا الشعور وتتملكنا ردة الفعل المستغربة، فكلنا نعرف الحقيقة، المسؤول منا والشخص العادي جداً، فالأول لديه الأرقام والتوجيهات والتعليمات، والثاني يلمس الحرص والاهتمام والتأكيدات، وهذا دواء، سواء كان للأمراض المزمنة أو الطارئة، إنه دواء، والدواء لا يشحّ ولا ينقص أو يختفي إلا بفعل فاعل.

ودعـونا نسأل لماذا في هذا الوقت ينقص الـدواء من صيدليات وزارة الصحة، وأيضاً الوقود الذي سنتحدث عنه مرة أخرى؟ حيث إن الدواء مقـدم على كل شيء، وهو ضرورة قصوى، ولا يمكن الاسـتغناء عنه، ونحن نعلم علم اليـقين أن توجيهات رئيس الدولة تتجاوز الدواء إلى بناء المستشفيات الحديثة والمتكاملة، ونعلم كذلك أن رئيس مجلس الوزراء لا يتردد في توفير احتياجات الوزارات الخدمية، تماماً كما نعلم أن ميزانية الدواء تضاعفت في مخصصات الميزانيات الأخيرة للدولة، ولهذا نتساءل عن السبب، وهو بكل تأكيد لا يتعلق بالمـال والإمكانات، لأننا نعرف أين نقف وكـم هي صلبـة الأرض التي نقف عليـها.

والسبب يجب أن يعلن، إن كان معروفاً في الأصل يعلن، وإن كان غير معروف تشكل له لجنة تحقيق وتعلن نتائج تحقيقاتها ليس لنا فقط، بل حتى يعرف القاصي والداني أن الشفافية راسخة هنا، وحتى يتعلم كل مسؤول أنه مسؤول مادام قادراً على القيام بواجباته، أما عندما يقصر ويتراخى فهو مساءل ومحاسب.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر