أقول لكم

محمد يوسف

لا يمكن أن أصل إلى تونس وأكتفي بزيارة العاصمة ومتابعة شأن الصحافة والصحافيين فقط، ففي الجنوب إخواننا الذي يكتبون ملحمة من ملاحم إمارات الخير، هناك تمتد أيادي خليفة البيضاء لتخفيف بعض المعاناة عن الأشقاء، وقد سمعت وقرأت فكان لزاماً علي أن أشهد وأن أسجل، لنفسي أولاً، وأنا الذي واكبت إنسانية دولتنا في شتى البقاع، على مدار العقود الأربعة الماضية، فنحن دوماً أول من يصل إلى الشقيق والصديق المنكوب، وآخر من يغادر، هذا دستور غير مكتوب، سنته طبيعة البذل والعطاء ونشر الخير ومساندة الضعفاء التي أسس لها زايد، طيب الله ثراه، وهي ممتدة ومتواصلة وراسخة.

ففي الإمارات بدأت الحكاية بالإنسان وكيف يرتقي، وفاض الخير وانتقل إلى الآخرين، ولهذا أجد رجالاً من ليبيا في شوارع العاصمة التونسية يأخذونني بالأحضان، فقط لأنهم عرفوا أنني من أرض الخير، ويدعون لقيادتنا بصدق ومحبة، فقد انغرس في ذاكرتهم الحضن الدافئ الذي ضمد جراحهم فور خروجهم من بلادهم هرباً من جحيم الاقتتال، كان مخيم الإمارات للإغاثة في « الذهيبة » أو « رأس جدير » أول من استقبلهم وآواهم ووفر لهم أسباب البقاء بعيداً عن العراء، وعالج مرضاهم والمصابين منهم، ومن هناك انتشروا بين أهليهم في تونس، وعلق أحد الأصدقاء التوانسة على ذلك قائلاً: « أنتم في الإمارات يحبكم كل العرب، ولا يتشككون لحظة واحدة في نياتكم، بخلاف غيركم، فأنتم لا تعملون ضمن أجندات، تقدمون يد المساعدة بهدف المساعدة وليس كسب مواقف سياسية، وهذا ما جعلكم مثالاً وقدوة».

ذهبت إلى الجنوب التونسي لأفخر بنفسي، تطوعاً، ومحبة، وتطبيقاً للمثل القائل « ليس من سمع كمن رأى »، وما رأيته كان كبيراً بكبر قيادة هذا الوطن ومكانتها.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر