ملح وسكر

يوسف الأحمد

** المستوى الفني السيئ لبطولة الدوري، ظاهرة فرضت نفسها في هذا الموسم، حيث لم يرق إلى الطموح المطلوب، ولم يواكب حجم الصرف والاهتمام الذي استحوذ عليه، فمعظم اللقاءات خرجت من دون إثارة أو تشويق، وكأنها تأدية واجب لا أكثر، عكس أيام الهواية التي كنا نشاهد فيها مستويات وأداء عنوانه الحماس وروح القتال، بالإضافة إلى الرغبة القوية عند اللاعبين، التي كانت تدفعهم إلى الاستبسال والإبداع داخل المستطيل. إذاً ما الذي حدث؟ فالميزانيات تضاعفت والصرف زاد والقدرات تم تطويعها ودعمها بشتى الأشكال، مقارنة بزمن الهواية، إلا أن المردود قل وضعف، ومؤشر الأداء آخذ في الانحدار من موسم لآخر، حتى أن بعض المباريات لا طعم ولا نكهة لها، ليبقى السؤال أين الخلل؟ ولماذا وصلت مباريات الدوري إلى هذه الحالة من الملل والرتابة؟ بعد أن كانت جاذبة أصبحت طاردة، بل إن بعضها جلب السقم و« القرف » لمن تابعها. لذا فضعف المستوى وتواضعه صار هو الهاجس المقلق للقائمين على شؤون هذه المسابقة، التي لابد أن تتغير صورتها في الموسم المقبل إلى الأحسن والأفضل من أجل إعادة الجماهير التي قاطعت معظم مباريات الدوري وهجرتها، وهو ما لا نتمناه في الموسم المقبل، حتى لا تتحول مدرجات ملاعبنا إلى مراتع لأعشاش العصافير والغربان!

** أستغرب من أولئك الذين استكثروا على فريق الشارقة مفاوضاته مع اللاعب البرازيلي رونالدينهو، وكيف تهكم الكثير منهم على النبأ الذي تم تداوله في الساحة الكروية أخيراً. في حقيقة الأمر، لم أجد مبرراً لذلك سوى أنه إما حسد أو غيرة من الفريق الشرجاوي. فمن لا يعرف الشارقة فهو يجهل التاريخ، كون فرقة النحل لها ماض وحاضر لا يستهان بهما، فهم يمتلكون من الإمكانات ما يساعدهم على استقطاب أي لاعب، لكن لحكمة ما ورؤية معينة، هو ما يجعلهم لا يتهورون في دفع تلك الأرقام الفلكية التي يهرول نحوها البعض ويعبث في صرفها من دون فائدة، فرجال الملك يدركون حجم المسابقة وما تستحقه من صرف، فهم لا يتورعون من إعلان ذلك، ودائماً شعارهم الصرف على قدر المردود، فكم من الأندية التي صرفت من ( البلاوي ) ومحصلتها صفر، بل إنها متقوقعة في مكانها في كل موسم لا تتقدم ولا تتأخر خطوة، لذلك من الظلم أن يستكثر ويكابر البعض التحركات الشرجاوية الجادة نحو تنظيم وتجهيز صفوفهم للموسم المقبل وإعادته إلى المنافسة من جديد، فهذا الموقف ذكرني بذلك الوصف الشهير « حلال لكم وحرام عليهم »، وأعاد إلى ذاكرتي الرد المستهجن المعروف لدينا « ما كأنه حد عنده بيزات، غيركم »!

**  أخيراً أستميحك عزيزي القارئ بالتوقف عن كتابة هذه الزاوية خلال الفترة المقبلة، شاكراً كل من تواصل معي بإبداء الرأي والنقد، متمنياً للجميع صيفاً سعيداً بارداً، وكل عام ورياضتنا وبلدنا بخير ونعمة وأمان.

ya300@hotmail.com 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر