من المجالس

الصبر مفتاح الفرج

عادل محمد الراشد

الصبر مفتاح الفرج.. هل ورد هذا المأثور للتخفيف من أحزان أهل المصائب فقط، أم إن للفرج أبواباً أخرى تتفتح كلما رسخت قيمة الصبر؟

تعرضنا في مقال سابق لقيمة الصبر وأثرها في تقدم الأمم، وضربنا الأمثال في دول انتقلت من خانة المتخلفة إلى خانة الناهضة، وفي زمن قياسي، بسبب شيوع ثقافة الصبر لدى شعوبها مثل الفلبين وماليزيا. ودول خرجت من حروب مدمرة البنيان ومبعثرة الوجدان ومستباحة الكيان، فانتصرت بإرادة الصبر واستطاعت خلال عقود أن تتجاوز من كانوا أعداءها ومحتليها وتزاحمهم على مقاعد صفوف الدول المتقدمة، مثل اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية. ودول أخرى كانت محاصرة من ثالوث الفقر والجهل والمرض، فاستطاعت بفضل قيمة الصبر لدى إنسانها أن تلتف على الحصار وتتوسع كثيراً خارج حلقته وتضع اسمها في سجل الدول العظمى، مثل الصين والهند. ولكن ما دفعني للحديث مرة أخرى في الموضوع ما أراه ويراه كل سائر في شوارعنا وطرقنا من جنون في القيادة أكثر أبطاله من الشباب. هذا الجنون لم توقفه قوانين صارمة ولم تمنعه مخالفات مرورية تحسب بآلاف الدراهم. فبقيت الشكوى من قسوة هذه المخالفات ولم يلتفت المشتكي إلى عبثية المتسبب في المخالفة. فلو كان للصبر قيمة تتربى في نفوسنا هل كنا من أكثر دول العالم تسبباً للمشكلات في الطريق؟ ولو كان الصبر ثقافة نتدرب عليها منذ نعومة أظفارنا هل كنا سنحتاج إلى قضاء كل هذا الوقت وصرف كل هذه الجهود والأموال والأفكار لتقنعنا بأهمية حماية أنفسنا من ضجرنا وضيق صدورنا وقلة صبرنا؟ لماذا تنجح قيمة الصبر في ترويض نفوسنا عند الشدائد والرضا بالقدر عند فقد عزيز أو خسارة مال، وتفشل في اقناعنا بأهمية صبرنا في السيارة وداخل الفصل الدراسي وفي ميدان الوظيفة؟

ألسنا بحاجة إلى أن نفهم ونعلّم أجيالنا بشكل أوسع وأعمق معنى الصبر وتنوّع أبواب الفرج؟ نعم، ولكن لا تقولوا إن هذه مسؤولية البيت والأسرة فقط.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر