أقول لكم

محمد يوسف

هي سياسة أم رياضة؟ منافسة على مقعد الرئاسة في الاتحاد الدولي لكرة القدم أم «كسر عظم»؟ يعني بالحديث الشعبي «شغل مافيات» أم مواجهة بين اثنين؟

الصدفة وحدها هي التي جمعت إعادة عرض ثلاثية «الأب الروحي» بالتلفزيون في الوقت نفسه الذي يشهد المرحلة الأخيرة من الصراع بين بلاتر وبن همام على المنصب الأعلى والأكبر والأهم والأغلى والأكثر نفوذاً في العالم، و«الأب الروحي» يحكي حكاية المافيات الإيطالية في الولايات المتحدة، كيف تقسم الأدوار بين أعضائها، وكيف تحكم المدن والولايات وتنتقل السلطة إلى بقاع أخرى في العالم، وكيف يكون العضو ملتزماً بالمبادئ والقواعد المقرة عرفاً وولاءً، وكيف يمكن أن يصفى الأخ والصهر والصديق لأنه انحرف قليلاً عنها، وفي المقابل كيف يكون الحب وتكون العواطف الجياشة عند الذين لا يتورعون عن القتل لأتفه الأسباب، وكيف يمكن أن يحمل الإنسان في داخله قلباً أصلب من الحجر، وفي الوقت نفسه كيف يملك عيناً تفيض بالدمع مثل نبع الماء الصافي، وكيف يحتفل قائد العصابة بولادة طفل جديد ينضم إلى العائلة، وفي اللحظة ذاتها كيف يعطي الشخص نفسه إشارة لإزهاق روح عرّاب الأسرة وحكيمها!

في الاتحاد الدولي لكرة القدم دارت أمامنا مشاهد ضمت كل المتناقضات، وأثارت مجموعة من التساؤلات، بلاتر هو «الأب الروحي» لذلك الإنجاز الذي أسعدنا جميعاً بفوز قطر باستضافة نهائيات كأس العالم ،2022 وبن همام كان حليفاً لبلاتر حتى وقت قريب، وفجأة يصبح بن همام في مواجهة بلاتر، كيف؟ لا ندري، ويتحرك العالم كله، عالم الكرة هو العالم، هو السياسة قبل الرياضة، هو الولاءات المخيفة والتصفيات السرية، وهو رعاية الأطفال والشباب والهواة والمحترفين، وتقذف الحجارة في كل اتجاه، تشكيك وتخوين وطعن في الشرف والأمانة والسمعة، وإسقاط للحلفاء، وابتزاز مقابل ابتزاز، وتجييش لكل وسائط الدعاية، وأصداء «قرقعة» العظام المتكسرة يسمع صداها القاصي والداني، وفي الختام يقف «عرّاب» كرة القدم الدولية، «الأب الروحي» لمنظومة الهيمنة واستباحة الأخلاق وإباحة استخدام كل الأسلحة.

أقول لكم: وقف بلاتر وحيداً في المؤتمر ومنع بن همام من الحضور، وفاز بلاتر بفترة رئاسة جديدة دون أن يختاره أحد!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر