أقول لكم

محمد يوسف

.. وبعد أن طال الحديث حول الديمقراطية العربية وبرلماناتها، وهو حديث كما قلت لكم في البداية ينطلق من الواقع المعيش وليس مقتبساً من كتب النظريات الجوفاء، ولا أحتاج عند الخوض فيه إلى استخدام مصطلحات وتعريفات، بل الشواهد هي الحكم، وقد استشهدنا، وأسهبنا في الاستشهاد، وما كان القصد إحداث حالة كره بقدر ما كان إظهار ما جلبته التجارب العقيمة من ويلات إلى الدول التي خاضتها.

نحن هنا نقارن، نضع الصور أمامنا، ونرسم خطوطاً طولية وعرضية، ونميز الصح من الخطأ، النافع من الضار، المجدي الذي ينقلنا إلى الأمام من السيئ الذي يعيدنا إلى الخلف، السلبي والإيجابي، الصادق والكاذب، الواضح والخفي، القائم على النيات الحسنة من المستتر خلف المقاصد السيئة، الاجتهاد والخطأ والصواب، العمل والنجاح أو الفشل، المحاولة أم الاتكال على الأوهام، السعي أم صب اللعنات على الظروف، كل هذا نضعه في جدول ورسم بياني ونحكم، هنا، هنا في الإمارات الغريب يحكم قبلنا، ونحن نحكم وأيدينا مرفوعة إلى السماء بالدعاء، نعم، نحن ندعو أن تدوم هذه النعمة على وطننا، وعلينا، وعلى عيالنا، نعمة وهبها لنا الخالق عز وجل، ثروة بترولية، نعم، ولكن لو كانت الثروة فقط تصنع منفردة ما نشهده، لكانت كل الدول التي تزخر بالثروات مثل دولة الإمارات، فالنعمة الأكبر والأنفع والأكثر ديمومة هي نعمة الرجال الذين وهبهم رب العالمين لهذا الوطن، منذ بروز والدنا ورمزنا الراحل زايد طيب الله ثراه، ومعه راشد وإخوانهما حكام الإمارات، وولي عهده آنذاك شيخنا ورئيسنا وقائدنا خليفة، حفظه الله، ذراع البناء منذ أواخر ستينات القرن الفائت، وعين التنمية والمتابعة والإنجاز، هذه هي النعمة المتممة بحكومة يترأسها محمد بن راشد رعاه الله، الفارس الذي يتعب من يحاول أن يجاريه أو يعدد مزاياه في حب الناس وبحث احتياجاتهم، ونشكر النعم وما حبانا الله به، عندما نرى محمد بن زايد، أعزه الله، يتواصل مع كل فئات الشعب في مجلسه الأسبوعي، الذي لم يزره أحد إلا وخرج راضياً، وفي جولاته ولقاءاته في أرجاء الدولة، هذه نعم وهبات ندعو لها أن تدوم، أما غير ذلك من شؤون إدارة الدولة أو تدرج السلطات، وشكل تقسيماتها، فأمرها عند ولاة الأمر، تأتي متى استدعتها الحاجة والضرورة وليس لمجرد التقليد الأعمى الذي لا ينفع.

 myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر