5 دقائق

(فياغرا بن لادن!)

عبدالله الشويخ

بمجرد إعلان أبواق الوكالات العالمية أنه عُثر على مجموعة من «المقويات» في سكن بن لادن، بدا واضحاً أن هذا الخبر سيكون الأول في جميع المواقع العربية والمنتديات الإخبارية، فليس أحب إلى الشعب العربي من معرفة «مكامن القوة» و«أسرار الصواريخ» التي كانت لدى زعيم تنظيم القاعدة. شعوبنا منذ أيام النوم في العسل تختزل كل شيء في هذا العالم في فحولة الرجل، وقدرته على إثبات فحولته، بغض النظر عن عقيدته أو أدائه أو أفكاره، فهو إما أن يكون رجلاً أو لا، وهذا هو المهم! أما لماذا قتل في هذا التوقيت في خضم الثورات العربية؟ ولماذا في باكستان؟ وكيف سيؤثر هذا الأمر في حركات الإسلام السياسي؟ وما تأثير غياب أسامة بن لادن عن الساحة؟ وهل سيقوم الظواهري بحماقاته الشهيرة التي حتماً ستقود الجميع إلى الترحم على سلفه؟ فهذا أمر ثانوي الأهمية! آلاف المريدين نذروا أنفسهم لإثبات أن الشيخ لم يكن يتعاطى سوى أعشاب طبيعية، وكأن أحدنا لن يحتاجها إذا بلغ الخمسين، ولديه أربع زوجات، ليس لديهن أي تسلية أخرى في منزل محصن، ولم يحاول أحدهم الإجابة عن أي من الأسئلة محدودة الأهمية في العقل العربي الذي لا تشبعه سوى قصص الفياغرا... وما بعدها!

في اليوم نفسه كان الخبر المهزلة بقيام البرلمان العراقي بإقرار تعويضات بقيمة 400 مليون دولار أميركي، تعويضاً أدبياً لمجموعة من الأميركيين الذين اعتقلهم صدام في بداية التسعينات، بينما لاتزال روح «عبير الجنابي» وغيرها من ضحايا «جيش التحرير» الأميركي، وضحايا جيش الشواذ في «أبوغريب»، تهيم غضباً على قرار القضاة الأميركيين تبرئة الجنود الذين يضطرون لتسلية أنفسهم بين الفينة والأخرى، من دون أن يوجد في البرلمان العراقي رجل واحد يجرؤ على المطالبة بتعويض. وفي اليوم نفسه نشرت مذكرات في غاية الأهمية، لأحد الساسة العرب، فضح فيها العرض الذي تقدم به وزير الدفاع الأميركي في السبعينات (شليسنجر) لأحد الزعماء العرب بأن تقوم الدول العربية بتمويل بناء مخازن نفط استراتيجية في أميركا، وتمويل شحن البترول إليها، ثم بيعها من هناك للأميركيين بالسعر المحلي، وكل هذا لكي يحق للعرب بعدها «ممارسة حقهم في قطع البترول»، إن أرادوا، من دون المساس بأسعاره العالمية، ومرت المذكرات مرور الكرام، من دون أن نعلم سر عدم قيام المسؤول العربي بتحطيم طاولة الاجتماعات على رأس (شليسنجر) المغرور!

إنجليانا جولي بدورها، تلك الجميلة التي تأخذ من أوقات العرب ومن بحوثهم المهمة على الشبكة العالمية الكثير، أعلنت أخيراً أنها ستقوم بتمثيل دور مغتصبة بوسنية تقع في حب مغتصبها، وهي حالة نفسية يعرفها علماء النفس تتعاطف بها الضحية مع الجلاد، وتحاول إيجاد الأعذار له كيفما اتفق، كنوع من حماية النفس من الانهيار، وكلنا تلك المرأة الجميلة!

 

تويتر