وجهة نظر

إلا دورينا!

حسين الشيباني

أُسدل الستار على جميع الدوريات الأوروبية، وحيث الطقس الملائم والمناخ الجيد في تلك البلدان، وكثرة المشاركات لفرقهم في الأجندة السنوية، سواء المحلية منها أو تلك التي تندرج تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، كلنا نتابع الدوريات في أوروبا، ومعظم الفرق الأوروبية تلعب يومي السبت والأحد في الدوري المحلي، ويقابلهما يوما الثلاثاء والأربعاء لمباريات المسابقات الأوروبية، من دون أن نسمع أو نشاهد توقفاً للدوري المحلي، على الرغم من كثرة عدد الفرق المشاركة في الدوري (20 فريقاً) وعدد المباريات في الموسم (38 مباراة)، وبعض الفرق التي تخوض غمار البطولات الأوروبية مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.

وللعلم أن نادي بورتو بطل الدوري البرتغالي، من دون هزيمة، والحاصل على بطولة الدوري الأوروبي، حصل أخيراً على بطولة كأس البرتغال بقيادة أصغر مدرب في القارة العجوز (33 عاماً) من دون أن يتم تأجيل أية مباراة للفريق!

سينتهي الموسم الكروي في أوروبا مع نهاية شهر مايو الجاري ودرجة الحرارة تراوح هناك بين 20 و25 درجة مئوية، إذ انتهى الدوري الألماني والهولندي والإسباني، والدوري الإنجليزي والإيطالي!

إلا دورينا، لم ينته بعد، ومازالت هناك ثلاث جولات متبقية في الأجواء الحارة التي تصل إلى 40 درجة مئوية، فضلاً عن نسبة الرطوبة العالية، وذلك بسبب سوء التخطيط والتنسيق بين الرابطة واتحاد الكرة، ما أدى إلى كثرة التوقفات التي أضرت بالأندية من الناحية الفنية والمعنوية والمادية، لذلك نستطيع أن نغير مسمى «دوري المحترفين» إلى «دوري التوقفات».

لا يوجد دوري في العالم يتوقف كل هذه الفترة لأجندة خارجية للمنتخبات الوطنية، أو الأندية المشاركة في الدوري أبطال آسيا والمخيبة للآمال، واستمر النشاط الكروي في الأندية لمدة 11 شهراً رغم أن الفترة الزمنية المحددة لبطولة الدوري 22 أسبوعاً وعدد الفرق 12 فريقاً.

وهناك من يطالب بزيادة عدد الفرق المشاركة في دوري المحترفيين! ربما يستمر الموسم الكروي لعام كامل على غرار المسلسلات التركية، لذا أطلب من الرابطة أن تتفادى سلبيات الموسم الحالي وتعالج السلبيات التي صاحبت المسابقة، خصوصاً التوقفات الكثيرة، ولابد من تضافر الجهود والارتقاء بمستوى الدوري من الناحيتين الفنية والتسويقية، والحضور الجماهيري، وندعو الرابطة إلى تنظيم ورشة عمل لمناقشة جميع السلبيات ودعوة المختصين والخبراء في مجال الكرة والتنظيم لهذه الورشة.

ونوجه دعوة واضحة وصريحة إلى القائمين على اللعبة في الدولة للاستفادة من الدروس الأوروبية في كرة القدم، وإعادة النظر في برمجة المسابقات حتى لا تتزامن إقامة المباريات في هذا التوقيت من الموسم مع غليان حرارة ورطوبة لا يساعدان اللاعبين على الأداء الجيد والتنفس، وتشكل خطورة على حياتهم.

مصيبة أن تدرس بلا تفكير.. ومصيبة أكبر أن تفكر بلا دراسة.

 

 

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر